عادات الدراسة الخاطئة: أسبابها وعلاجها والوقاية منها
في الواقع، توجد عوامل كثيرة تؤثر في فاعلية عملية الدراسة وتحقيق النتائج المرضية التي تحلم فيها، وأبرزها العادات التي نعتمدها في أثناء التعلم، فقد تؤثر عادات الدراسة الخاطئة سلباً في مسيرتك التعليمية، فما هي أسبابها؟ وكيف يمكن علاجها والوقاية منها؟
مفاتيح النجاح الضائعة، عادات الدراسة الخاطئة:
عادات الدراسة الخاطئة هي سلوكات تعليمية غير مؤثرة، تؤدي إلى تحقيق نتائج دراسية غير مرضية ودون الحد الأقصى للإمكانات الأكاديمية للفرد، وبمعنى أدق هي عدم استخدام الوظائف العقلية بشكل جيد في التحصيل المعرفي وعدم اتباع الطالب للأساليب الصحيحة في الدراسة والمراجعة، وأبرز تلك العادات الدراسية الخاطئة:
- اختيار وقت غير مناسب للدراسة.
- التأجيل المستمر وترك الواجبات والمراجعة إلى آخر لحظة.
- عدم تنظيم الوقت وتخصيص وقت محدد للدراسة والمراجعة.
- تشتت الانتباه بسبب الهاتف أو بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات أو مشاهدة التلفاز وغيرها.
- تجاهل الصحة الجسدية وعدم إعطاء الجسم حقه من الراحة والنوم.
- استخدام الأدوية المحظورة التي تسبب تلف خلايا المخ.
- السهر وعدم النوم قبل الامتحان بالتحديد، وهو السبب الرئيس للنسيان.
- التركيز في الاستذكاء على مادة واحدة وإهمال بقية المواد.
- الدراسة الجماعية غالباً ما تكون مضيعة للوقت.
- الدراسة في أثناء التمدد على السرير.
- الدراسة الحفظية عن ظهر قلب دون تحقيق الفهم المطلوب.
- تسرب أحلام اليقظة إلى ذهن الطالب في أثناء الدراسة.
- الغياب عن الدروس وعدم المشاركة في النقاشات الصفية أو كتابة الملاحظات التوجيهية في أثناء شرح الدرس.
- الاستسلام للإحباط والتوقف عند مواجهة صعوبات أو تحديات.
- الدراسة المتواصلة دون فترات راحة تفقد التركيز.
- عدم الاستفادة من الأخطاء السابقة وتكرارها.
شاهد بالفديو: 6 نصائح مهمة لمن يعاني من قلة التركيز أثناء الدراسة
أسباب عادات الدراسة الخاطئة:
إنَّ فهم الأسباب وراء عادات الدراسة الخاطئة هو خطوة أساسية نحو تحسين الأداء الدراسي، فلماذا نقع في هذه العادات؟ وما هي العوامل والأسباب التي تدفعنا إلى تطوير عادات دراسية غير صحيحة؟ فيما يأتي أهم الأسباب:
1. عدم معرفة كيفية الدراسة:
هذه النقطة تشير إلى أنَّ الطلاب قد لا يكونون على دراية بالتقنيات والأساليب الفعالة للدراسة والتعلم، ولا يعرفون كيفية تقسيم الوقت بين مواد مختلفة أو كيفية إعداد جدول دراسي فعال، وقد يحاول بعضهم مجرد حفظ المعلومات دون فهمها بشكل جيد، وهذا يجعل الدراسة أمراً ميكانيكياً وغير فعال، وبعض الطلاب أيضاً يعمدون إلى قراءة النص بصوت عالٍ بدلاً من مراجعته بشكل ملخص أو إعداد ملاحظات مفيدة وغير ذلك من الأساليب غير الصحيحة.
2. صعوبات التعلم:
التخلف العقلي، ونقص القدرة على التعلم، واضطرابات في الجهاز العصبي، تؤثر هذه الصعوبات في الفرد تأثيراً مباشراً وتجعل عملية التعلم أكثر صعوبة، فالأفراد الذين يعانون من التخلف العقلي قد يجدون صعوبة في فهم ومعالجة المعلومات بنفس السرعة أو الكفاءة مثل الأفراد الآخرين، وهذا قد يجعلهم يحتاجون إلى وقت إضافي وجهد للدراسة، والأفراد الذين يعانون من نقص في القدرة على التعلم يحتاجون إلى استراتيجيات خاصة ودعم إضافي لفهم واستيعاب المعلومات، أما اضطرابات الجهاز العصبي مثل اضطرابات التوتر وفرط الحركة ونقص الانتباه والأمراض العصبية قد تؤثر في القدرة على التركيز والتعلم.
3. مشكلات نفسية مثل التوتر، والقلق، وأحلام اليقظة، والخوف من الفشل، والنزعة إلى الكمال:
يؤثر كل من التوتر والقلق في قدرة الشخص على التركيز والاستفادة من وقت الدراسة، كما أنَّ أحلام اليقظة تؤثر ليس فقط في وقت الدراسة؛ بل في وقت النوم وراحة الجسد أيضاً، ومطاردة الكمال في الأداء الأكاديمي قد تجعل الشخص يستغرق وقتاً طويلاً في الدراسة والمراجعة لأدنى التفاصيل التي ربما تكون غير مفيدة في بعض الأحيان.
4. الافتقار إلى القدرة على اتخاذ القرارات:
عدم قدرة الشخص على اتخاذ القرارات الهامة المرتبطة بكيفية تنظيم وتوجيه جهوده في الدراسة، وقد يتضمن هذا تحديد أولويات الدراسة، وتخصيص الوقت للمراجعة واختيار أساليب دراسية فعالة؛ إذ يؤدي هذا إلى تشتت الانتباه وتضييع الوقت في نشاطات غير مجدية.
5. مشكلات مدرسية:
الاعتماد في المدرسة على الحفظ والتلقين، ووجود عدد كبير من الطلاب في القاعة الدراسية من ذوي التحصيل المنخفض، وعدم الاهتمام بتنمية مهارات التفكير، جميعها أسباب تولِّد عادات دراسية خاطئة.
6. ضغط الوقت:
عندما يكون الطلاب مضغوطين بالوقت، قد يلجؤون إلى الاستعجال وترتيب أولوياتهم بشكل غير مناسب، وهذا يؤدي إلى امتلاك عادات دراسية غير فعالة، مثل تجاهل المراجعة المنتظمة أو عدم التخطيط الجيد للمهام الدراسية.
7. عدم وجود أهداف محددة:
عندما يفتقد الطلاب لأهداف محددة، فهم يفتقرون إلى الدافع والتوجيه الواضح في مسار دراستهم، وهذا قد يؤدي إلى التساهل وقلة الالتزام بالمهام الدراسية، وهذا يزيد من احتمالية تطوير عادات دراسية غير فعالة.
8. استخدام أدوات دراسية غير فعالة:
يشير استخدام أدوات دراسية غير فعالة إلى استخدام مواد أو وسائل دراسية لا تتناسب مع احتياجات الشخص أو طريقة تعلُّمه، فمثلاً استخدام كتب دراسية غير مناسبة أو تطبيقات دراسية غير مفيدة، قد يؤدي إلى ضياع الوقت وعدم فهم المفاهيم بشكل جيد، وهذا يساهم في تطوير عادات دراسية غير فعالة وتقليل الأداء الدراسي.
9. التأثيرات الاجتماعية والثقافية:
عندما يكون الفرد محاطاً بمجموعة من الأصدقاء أو الزملاء الذين لا يولون اهتماماً كبيراً للتعليم أو الدراسة، فقد يتأثر سلوك الطالب الدراسي سلباً، على سبيل المثال، إذا كانت المجموعة الاجتماعية تشجع على التساهل وعدم الالتزام في الدراسة، فيجد الفرد صعوبة في تطوير عادات دراسية صحيحة، وفي بعض الثقافات، قد تكون الضغوطات الاجتماعية على الأفراد كبيرة لتحقيق النجاح الدراسي، في حين قد يكون ذلك أقل في ثقافات أخرى وتوجد لديهم أولويات أخرى.
كيف تميز بين عادات الدراسة الصحيحة وعادات الدراسة الخاطئة؟
- النتائج الأكاديمية: تحقق من أدائك ونجاحك في الدراسة، فإذا كنت تحصل على درجات عالية وتحقق نجاحاً مستداماً، فهذا قد يكون دليلاً على اتباع عادات صحيحة.
- تشمل الدراسة الصحيحة تحديد أوقات محددة للدراسة والالتزام بها، بينما قد تشمل الدراسة الخاطئة التأجيل وترتيب الأمور بشكل عشوائي.
- تشمل الدراسة الصحيحة التركيز والانتباه الكامل إلى الموضوعات والمهام الدراسية، بينما قد تكون الدراسة الخاطئة مصحوبة بالتشتت وفقدان التركيز.
- تشمل العادات الدراسية الصحيحة استخدام أساليب تعلُّم مثل المراجعة الدورية والتمرينات العملية، بينما قد تتضمن العادات الخاطئة الاعتماد على الحفظ السريع دون فهم.
- تشمل الدراسة الصحيحة تقييم الأداء بانتظام والبحث عن طرائق لتحسينه، بينما قد تكون الدراسة الخاطئة مصحوبة بالرضىعن الأداء الضعيف.
- تشمل الدراسة الصحيحة الاعتناء بالصحة العامة من خلال النوم الكافي وممارسة الرياضة وتناول وجبات صحية، بينما قد تتضمن الدراسة الخاطئة إهمال الصحة.
فتح الباب للنجاح: كيف تقضي على عادات الدراسة الخاطئة؟
في رحلتنا نحو تحقيق نجاح أكبر في مجال الدراسة من خلال التركيز على علاج عادات الدراسة الخاطئة، نقدِّم أهم النصائح التي قد تساعد على التغلب على هذه العادات وتحسين أساليب الدراسة وتحقيق الفهم، ومن ثمَّ الحصول على النتائج المرضية:
- حدد الأولويات والمهام والمواد التي يجب عليك التركيز عليها أولاً.
- نظم بيئة الدراسة (غرفة الدراسة)، وحاول إبعاد كل ما قديشتت انتباهك من مجلات وألعاب، وأبقِ هاتفك المحمول بعيداً عنك أيضاً.
- أنشئ جدولاً زمنياً أسبوعياً يحدد أوقات دراستك واستراحتك.
- تفعيل الاستراحات: لا تنسَ أهمية الاستراحات القصيرة بين جلسات الدراسة لتجنب التعب.
- افهم المفاهيم قبل أن تحاول حفظها.
- اكتب ملاحظات خلال الدرس وراجعها بانتظام.
- امتحن نفسك باستمرار لتقييم مستوى فهمك وتقدُّمك.
- استخدم المنبهات لتذكير نفسك بالأوقات المحددة للدراسة والاستراحة.
- استخدم مصادر متعددة مثل الفيديوهات، والمحاضرات، والمناقشات لتعزيز الفهم.
- اتبع نظاماً غذائياً صحياً، ومارس الرياضة بانتظام لتعزيز التركيز.
- تجنَّب تأجيل الواجبات والمهام الدراسية للحفاظ على الانضباط الذاتيوتجنُّب الضغط لاحقاً.
- اطلب المساعدة والنصائح من محترفين في المجال مثل المعلمين والمستشارين.
- استخدم تقنيات مثل التحليل والمراجعة الدورية لتعزيز الاستفادة من الدراسة.
- احرص على الاسترخاء والتخفيف من التوتر، واستخدم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
- حفز نفسك بوضع مكافآت صغيرة عند تحقيق أهدافك الدراسية.
- احتفظ بمفكرة أو دفتر لتسجيل الملاحظات والأفكار في أثناء الدراسة.
- قسِّم المواد الدراسية إلى وحدات أصغر لتسهيل التركيز والتفرغ لكل قسم على حدة.
شاهد بالفديو: طرق تساعد طفلك على الدراسة بشكل أفضل
في الختام:
يتطلب تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص القدرة على تغيير عاداتك، فالفرص لا تُعوَّض، ولن يعود الزمن الذي أضعته في ممارسة عادات سيئة، لكن يمكنك البدء من جديد وتصحيح تلك العادات كي تلقى ثمرة جهدك، فاليوم ندرك جميعاً أنَّ عادات الدراسة الخاطئة لها تأثير كبير في أدائنا الأكاديمي وتحقيق أهدافنا التعليمية.
إنَّ التمييز بين هذه العادات ومحاولة تصحيحها هو خطوة حاسمة نحو تحسين مسارنا التعليمي، فلا يمكننا نسيان الحقيقة البسيطة وهي أنَّ العلم والمعرفة هما مفتاح النجاح في هذا العالم المعقد، ومن خلال تجنب العادات الخاطئة واعتماد الأساليب الصحيحة في الدراسة، يمكننا تحقيق أقصى إمكاناتنا وتحقيق النجاح في المجالات التي نسعى إلى تحقيقها.
لنتعهد اليوم بترك تلك العادات الضارة واستبدالها بعادات دراسية صحيحة، ودعونا نستثمر وقتنا وجهودنا بحكمة في مساعدة أنفسنا على تحقيق أهدافنا وبناء مستقبل أفضل، ولنتذكر دائماً أنَّ النجاح في الدراسة ليس مجرد وجهة نصل إليها؛ بل هو رحلة مستمرة نستمتع بها ونستفيد منها في تطوير ذواتنا وتحقيق أحلامنا وطموحاتنا.