Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التفوق الدراسي

استراتيجيات تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه


سنقدِّم من خلال هذا المقال مجموعة من الاستراتيجيات القيِّمة التي ستساعدك على تحويل تجربة المذاكرة إلى فترة محفزة وإيجابية بالنسبة إلى أطفالك؛ إذ يشكِّل حب الطفل للتعلم أساساً هاماً لنموه العقلي والاجتماعي.

الهدف من الدراسة:

قد يبدو موضوع الدراسة والمذاكرة لطفلك شيئاً غير حقيقي وغير نافع، وربما يراه مملاً دون أن يدرك إلى أين يقوده وأين قد يصل؛ لذا يجب علينا بصفتنا آباء أن نوضِّح الهدف من الدراسة بطرائق متعددة، فقد تبدأ بالحديث معه عن الآفاق التي يمكن للعلم أن يفتحها في عقولنا، وكيف يمكن للتعليم تحسين فرصنا في المستقبل وتمكيننا من تحقيق الأهداف التي نطمح إليها.

كما يجب أن تأخذ في حسبانك التنوع في أساليب التعلم؛ إذ يمكن لبعض الأطفال أن يتذكروا المعلومات بشكل أفضل من خلال رؤية الأشياء، في حين يستفيد آخرون أكثر من الكتابة أو اللمس والتدريب العملي، وستلاحظ كيف يستوعب طفلك المعلومات بشكل أفضل، سواء من خلال الرؤية أم اللمس أم السماع، فمن الضروري مساعدته على استخدام الطريقة التي تناسبه لتحقيق أقصى استفادة من تجربة التعلم.

كيف تشجع ابنك على مذاكرة دروسه؟

يسعى الآباء والأمهات إلى توفير بيئة إيجابية ومحفزة لتعلُّم أبنائهم؛ إذ إنَّ تحفيز ابنك للانخراط في دراسته بشكل فعال قد يكون مفتاحاً لتحقيق نجاحه الأكاديمي وتطوير حبه للمعرفة، كما يتعين عليك أن تعتمد تقنيات فعالة لتحفيز ابنك وجعل تجربة المذاكرة ممتعة وملهمة، وفي هذه الفقرة سنقدِّم استراتيجيات تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه:

1. جدولة المهام:

تؤدي جدولة المهام دوراً هاماً في تحقيق توازن صحيح بين النشاطات المختلفة لدى الطفل، بدءاً من الدراسة ووصولاً إلى فترات اللعب وتناول الطعام، فهذا الإطار الزمني المنظم يؤدي دوراً هاماً في تمكينه من تحقيق أهدافه الأكاديمية، وفي الوقت نفسه يمنحه فترات من الراحة التي تحافظ على تركيزه ونشاطه، وتجعله أيضاً قادراً على الاستمتاع بنشاطاته دون تشتُّت.

من الهام أن يتم تنظيم وقت الدراسة بعناية، فليس الهدف الرئيس هو زيادة عدد الساعات المخصصة للمذاكرة؛ بل التركيز على جعل عملية التعلم منتظمة وفعالة، ويُفضَّل تشجيع الطفل على المشاركة في جدولة المهام؛ إذ يكون لديه دور في تحديد أوقات الدراسة بمساعدة بعض الملاحظات والتوجيهات.

لضمان عدم تراكم الدروس، يجب تحديد مواعيد محددة للدراسة لكل مادة على حدة، مع التأكد من معرفة الطفل بمواعيد اختباراته، ويمكن تقديم المساعدة عند إعداد جداول زمنية محددة لتحقيق التوازن بين المراجعة والاستعداد للاختبارات، وقد يكون طرح بعض الأسئلة أو إجراء اختبارات تدريبية أيضاً وسائل فعالة لدعم الطفل خلال فترة المذاكرة.

2. تقديم مكافأة تشجيعية:

يُعَدُّ تشجيع ابنك في مراحله المبكرة على الدراسة أمراً ضرورياً، ويمكن تعزيز هذا التشجيع عن طريق تقديم مكافآت تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه، ويتمثل هذا الأسلوب في تقديم مكافآت عندما يلتزم الطفل بواجباته بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب.

يُفضَّل أن تكون المكافأة ذات صلة بالأمور التي يهتم بها الطفل ويشعر بالإعجاب بها، مثل تقديم طعام أو حلوى مفضلة له، أو فرصة لزيارة مكان ترفيهي يحبه، أو زيادة في الوقت المخصص لمشاهدة الرسوم الكرتونية المفضلة لديه، ويُعَدُّ هذا الأسلوب مجرد دافع قصير الأمد للتعلم في بعض المراحل، وقد لا يكون فعالاً على الأمد الطويل، ولكنَّه يسهم في تعزيز الحماسة والالتزام في بعض الأوقات.

3. التركيز على التعلم أكثر من العلامة:

يجب على الوالدين أن يركزا اهتماماً أكبر للمحتوى الذي يتعلمه ابنهما خلال الفصل الدراسي والنشاطات التي يشارك فيها، بدلاً من التركيز على العلامات التي يحققها، وعلى الرغم من أهمية تقييم الأداء بواسطة العلامات، ينبغي أن يكون التركيز الأساسي على تعزيز حب الطفل للتعلم ذاتياً وفهم المواد.

يتعين تحفيز الطفل ليكون متحمساً للتعلم لذاته، وتوجيه اهتمامه نحو الاستفادة من الدروس بدلاً من التركيز الكامل على العلامات التي يحققها، ويُعزَّز هذا النهج في تطوير مفهوم أعمق للموضوعات، ويسهم في بناء قاعدة قوية للمعرفة.

شاهد بالفيديو: طرق تساعد طفلك على الدراسة بشكل افضل

 

4. التنوع في أساليب التعلم:

تتنوع اهتمامات الأبناء وتفضيلاتهم فيما يتعلق بالموضوعات التعليمية، وكذلك تختلف أساليب تعلُّمهم، فيجب أن يكون ابنك على دراية بالأسلوب الذي يفضله للتعلم؛ إذ يساعد ذلك على تحسين أدائه الدراسي بشكل كبير، سواء كانت المواهب بصرية، أم سمعية، أم لفظية، أم رياضية، أم جسدية، أم اجتماعية، أم فردية؛ لذا بات من الضروري تحديد الأسلوب الذي يناسب الطفل والتركيز عليه.

على سبيل المثال، يعتمد الأطفال البصريون على فهمهم للعالم من خلال الرؤية والتصور، في حين يستفيد الأطفال السمعيون أكثر من الاستماع والشرح، ويُشدَّد على أهمية معرفة الطريقة المناسبة للتعلم لدى الطفل، فقد يتبع بعضهم أسلوباً واحداً، بينما يفضل بعضهم الآخر استخدام أساليب متعددة.

5. شرح أهمية الدراسة وفائدتها:

يعتقد بعض الأبناء أنَّ الدراسة جهد لا فائدة منه، ومن هنا يكون من الضروري توضيح لهم أهمية الدراسة وفوائدها الكبيرة، فيجب على الوالدين أن يبيِّنا لأبنائهما كيف تؤدي الدراسة دوراً حاسماً في بناء مستقبلهم، ومن خلال التحصيل العلمي الجيد، يمكن لابنك أن يفتح أبواب الكليات والتخصصات التي تؤهله لتحقيق الأهداف المهنية التي يطمح إليها.

من الضروري أن نوضح أنَّ الدراسة ليست مجرد واجب تعليمي؛ بل هي استثمار في أنفسهم وفي مستقبلهم المهني، ويمكن أيضاً التركيز على كيف تسهم المعرفة والتعلم في تحقيق أحلامهم وتحقيق تطلعاتهم، ومن خلال هذا ستجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه والعمل بجد لتحقيق نجاحات في مجاله المستقبلي.

6. تحديد مكان مناسب للدراسة:

يُنصَح باختيار مكان مناسب وهادئ لدراسة ابنك وحل الواجبات الدراسية بصرف النظر عن جمالية المكان، فيمكن الدراسة في غرفة الطفل أو غرفة الطعام وغيرها، بحيث يتم الابتعاد عن أي مشتتات للتركيز، ويجب توفير جميع المستلزمات الضرورية للدراسة من أوراق، وأقلام، وكتب، ودفاتر ملاحظات، وغيرها، كما يمكن تعليق لوحة جدارية جاهزة أو مصممة من قِبل الطفل لإلصاق الموضوعات والملاحظات والمهام الدراسية المطلوبة عليها.

يجب أن تكون غرفة الدراسة بعيدة عن الضجة، وكل ما يشتت الطفل، مثل التلفاز، والهواتف، والألعاب، كما يُفضَّل أيضاً أن تكون غرفة الدراسة جيدة التهوية والإضاءة، وتطل على منظر طبيعي من أجل راحة العين والراحة النفسية، وكذلك ينبغي توفير كل مستلزمات الطفل الدراسية بالغرفة وترتيبها بشكل منظم وجميل، حتى يسهل على الطفل استخدامها وإعادتها إلى موضعها عند الانتهاء.

7. إشباع حب استطلاعه:

يتطلب إشباع فضول ابنك وحب استطلاعه مساحة واسعة لطرح الأسئلة والاستفسارات عن كل ما يثير استفساراته، فهذا يُعَدُّ من الاحتياجات الأساسية للفترة العمرية التي يمر بها الأطفال، ويجب عليك حتى تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه تقديم إجابات مفصلة وموجَّهة لتلك الاستفسارات، فهذا يساعد على توسيع دائرة معرفته وفهمه للعالم المحيط به.

من الهام ألا تسخر أو تستهزئ من أي سؤال يوجهه ابنك؛ بل يجب أن تتعامل معه باحترام وفهم، وينبغي تشجيع الطفل على التحدث بحرية ودون خوف من الإحراج، حتى يشعر بالراحة في التعبير عن أفكاره وفضوله، كما يمكن تعزيز هذه العملية عبر إشراكه في مناقشات مثيرة للاهتمام أو توفير الفرص له لاستكشاف الموضوعات بشكل أكثر تفصيلاً وإبراز أهمية الفهم والتعلم المستمر.

8. مشاركة الابن وقت الدراسة:

يُعَدُّ الجلوس مع ابنك خلال فترة الدراسة تحفيزاً بالنسبة إليه؛ إذ يتيح ذلك فرصة الوجود في مكان دراسته والمشاركة معه في القراءة أو أداء أعمال مكتبية خاصة به في نفس الوقت، وهذا ليس فقط لتوفير دعم مستمر؛ بل أيضاً لتعزيز الشعور بالمشاركة والدعم العاطفي، كما يساهم ذلك في توجيه انتباه ابنك نحو مهامه الدراسية دون تشتيت بسبب الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف أو اللابتوب.

عادات دراسية خاطئة ينبغي تجنبها:

توجد بعض العادات الدراسية الخاطئة التي قد تؤدي إلى تأخير تقدُّم الطفل في الدراسة وتجعله يتخلف عن زملائه ولا يحب مذاكرة دروسه، وتشمل هذه الأخطاء:

  1. ترك الدراسة حتى اللحظات الأخيرة وتراكم الدروس.
  2. الخجل من سؤال المدرِّس عن الأجزاء غير المفهومة.
  3. عدم تسجيل الملاحظات الدراسية الهامة.
  4. الدراسة أمام التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي.
  5. الدراسة لفترات طويلة دون تركيز، والحفظ للانتهاء من الدروس دون فهم المحتوى.
  6. عدم وضع خطة للدراسة، وتكرار نفس الأخطاء دون التعلم منها.

في الختام:

نجد أنَّ تحفيز الأطفال لحب المذاكرة يُعَدُّ أمراً هاماً لنجاحهم وتطويرهم الشخصي والمهني، ونرجو أن نكون قد أجبنا عن جميع استفساراتكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى