Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

6 استراتيجيات لتعلم أشياء جديدة عندما يكون لديك أطفال


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن “سكوت يونغ” (Scott Young)، ويُحدِّثنا فيه عن 6 استراتيجيات لتعلم أشياء جديدة عندما يكون لديك أطفال.

تغيرت طريقتي في تعلُّم أشياء جديدة بعد أن رُزِقتُ بأطفال؛ ففي السابق كان لدي كثير من وقت الفراغ لدراسة موضوعات جديدة، وكان الشرط الوحيد لاستثمار وقتي في البحث عن موضوع ما، هو إثارة اهتمامي بما يكفي.

لديَّ طفلان رائعان الآن، ولكن حالي كحال جميع الآباء، لا تنتهي مهامي بعد العودة من العمل، إلى جانب النوم المتقطع بسبب استيقاظ الأطفال ليلاً، وهذا يؤدي إلى غياب الوقت والطاقة لتعلم أشياء صعبة.

يتناول هذا المقال 6 استراتيجيات لتعلم أمور جديدة سواء كان لديك أم لم يكن لديك أطفال، ستفيدك هذه الاستراتيجيات لتتمكن من التعلم في ظل انشغالك، فإليك ما يأتي:

6 استراتيجيات لتعلم أمور جديدة:

1. الاستفادة من وقتك المتقطع:

العمل بتركيز عميق هام جداً؛ فحالة التدفق الذهني هذه دون أي تشتيت أو انقطاع، تعزز الإنتاجية، وتتيح أداء مهام معرفية صعبة، ولكن بعد أن تُرزَق بأطفال، من النادر أن تضمن العمل لساعات طويلة دون مقاطعة، فلا تعرف ما إذا كانت ستستمر قيلولتهم ساعتين أو خمس عشرة دقيقة، فلا تستطيع تحديد أوقات فراغك، الأمر الذي لا يساعد على التركيز لعدة ساعات على العمل.

يتطلَّب تعلُّم بعض الأمور التركيز لفترات طويلة؛ لكنَّك تستطيع تعلُّم أمور أخرى على فترات متقطعة، وستفيدك هذه الأوقات البسيطة التي تتوفر لديك بين الفينة والأخرى كثيراً إذا كنت تعرف كيفية الاستفادة منها.

على سبيل المثال، بعد وقت قصير من ولادة ابني، بدأت أتعلم اللغة الأم لزوجتي؛ فأعددتُ كثيراً من البطاقات التعليمية للمساعدة على حفظ المفردات الشائعة، وعلى الرغم من أنَّني لم أستطع أن أضمن التدرب عليها لفترات طويلة، إلا أنَّ الاحتفاظ بالبطاقات التعليمية على هاتفي ساعدني على تعلم كثير خلال أوقات الفراغ المتفرقة التي كنت أحصل عليها.

2. تجهيز المشاريع للعمل عليها:

قد يجعل عدم توفر ما يكفي من الوقت للتركيز التعلم صعباً، وما يزيد الطين بلة هو عدم القدرة على توقع مقدار الوقت المتاح لك، فربما تتردد في البدء بقراءة كتاب أو مشاهدة دورة تدريبية أو العمل على مشروع عملي إذا لم تكن تعرف ما إذا كان لديك خمس دقائق أو ساعتين للتركيز.

أحد العوامل التي ساعدتني على حل هذه المشكلة هو تجهيز المشاريع للعمل عليها فوراً؛ فكلما قلَّت الأسباب التي تمنعك عن بدء العمل، أصبح من الأسهل تخصيص وقت أكبر للتعلم.

ساعدتني هذه الاستراتيجية كثيراً على تعلم الرسم، فهي هواية كنت أستمتع بها قبل أن يكون لدي أطفال، لكنَّني كنت أخصص عادة جلسات طويلة لممارستها، بعدها، توقفتُ عن الرسم؛ لأنَّني كنتُ أتكبد عناء تجهيز جميع الأدوات لممارسته، ثم سرعان ما أضطر إلى توضيب كل شيء، الأمر الذي أصابني بالإحباط، وكان الحل هو تجهيز مساحة مخصصة للرسم، فيمكنني البدء أو التوقف دون بذل أي جهد.

حتى لو لم تكن لديك مساحة إضافية في المنزل لمشاريعك، يمكنك إعداد بعض الأمور للاستعداد للعمل عليها أكثر؛ إذ يمكنك وضع اللوازم التي تحتاجها في صندوق بحيث تكون جاهزة لتخرجها وتبدأ العمل فوراً، أو تستطيع ترك فيديوهات المحاضرات التي تشاهدها مفتوحة في علامة تبويب على جهاز الكمبيوتر، بدلاً من أن تضطر إلى إعادة تحميلها مجدداً من الموقع الإلكتروني، كما يمكن إبقاء المشاريع الرقمية مفتوحة على سطح مكتب.

عندما لا تستطيع أن تضمن التركيز لفترات طويلة، فإنَّ أفضل طريقة لقضاء وقت أطول في التعلم هي محاولة تقليل الوقت الذي يتطلبه البدء في العمل.

شاهد بالفديو: أفضل 8 استراتيجيات تعلم نشط للناس المشغولين

 

3. تعلُّم أشياء مرتبطة بأهدافك:

إحدى الاستراتيجيات الأخرى التي أفادتني هي البحث عن فرص لتعلم أشياء مرتبطة بأهدافي، على سبيل المثال، يجمع تعلم نشاط بدني بين التعلم وممارسة التمرينات، كما أنَّ العمل على مشروع مع أصدقائك أو شريكك يتيح لك قضاء مزيد من الوقت في التواصل الاجتماعي.

الفكرة هنا هي أنَّ تخصيص وقت في جدولك لمشروع تعلُّم يخدم هدفين مختلفين أسهل من محاولة تحقيق هدفين منفصلين.

4. التعلم مع أطفالك:

اعتماداً على عمر أطفالك، فإنَّ العثور على مشروع تعمل عليه معهم طريقة رائعة للتعلم وقضاء الوقت مع الأطفال؛ فالرياضة أو الفن أو اللغات أو حتى مجرد تعلم حقائق عن الحيوانات أو النباتات مثلاً، هي أشياء تثير اهتمام الأطفال ويحتاجون إلى تعلمها، ويُعد التعلم مع أطفالك طريقة فعالة لتُظهر لهم أنَّ التعلم لا يتوقف عند انتهاء الدوام في المدرسة، وأفضل طريقة لغرس عقلية التعلم مدى الحياة في الأطفال هي ممارسة هذا السلوك بنفسك.

5. عدم انتظار الظروف المثالية للبدء في التعلم:

اقترح أحد معارف الكاتبة العلمية وعالمة الرياضيات “ماري سمرفيل” (Mary Somerville)، والتي كانت أماً لخمسة أطفال، أن تدرس علم النبات، وبعد قبول هذا الاقتراح قررت قضاء ساعة يومياً في دراسته في أثناء إرضاع طفلها.

صحيح أنَّ التعلم أفضل عندما تركز لفترات طويلة في مساحة هادئة ودون أي عوامل تشتيت، إلا أنَّ هذه الشروط غير واقعية أحياناً.

عندما وُلِد ابني، كنت أستيقظ كل حوالي 3 ساعات لمساعدة زوجتي في الاعتناء به، وكنا نُبقي الغرفة مظلمة، لكنَّني كنتُ أبقى مستيقظاً لمدة 20-30 دقيقة خلال ذلك؛ لذا استثمرت ذلك الوقت في الاستماع إلى تدوينات صوتية، كما بدأت زوجتي في متابعة دروس اللغة الفرنسية يومياً لمدة 30 دقيقة في أثناء قيلولة ابننا الصباحية.

لا أنصح بهذا النوع من تعدد المهام لتعلم أي شيء يكون فيه مستوى العبء المعرفي عالياً، ولكن تفيد تلك الأوقات البسيطة غالباً في الاستماع إلى كتاب صوتي أو مشاهدة مقطع فيديو تعليمي.

6. التعلم من أطفالك:

لعلَّ أهم ما تتعلمه عندما تصبح أباً هو ما تتعلمه من أطفالك أنفسهم، فيتعلم الأطفال بوتيرة سريعة، ويحفظون العشرات من الكلمات الجديدة يومياً، كما يتعلَّمون الجلوس والزحف والوقوف والمشي والجري والقفز، قد تزعجنا أسئلة الأطفال المستمرة أحياناً، ولكنَّها الطريقة التي يتعلمون من خلالها جميع الأشياء التي نعدها أموراً بديهية.

أفضل طريقة لمواصلة التعلم عندما يكون لديك أطفال، هي الانتباه إلى الطريقة التي يتعلمون بها؛ فتربية الأطفال هي تجربة تعلم مستمرة، بدءاً من الأشياء البسيطة التي تعلمتها منذ فترة طويلة لدرجة أنَّك تجدها بديهية الآن، ووصولاً إلى مساعدة الأطفال على حلِّ الواجبات المنزلية التي لا تتذكر متى تعلَّمتها أصلاً، فيُثري الأطفال حياتنا ويحفزوننا على تعلم أشياء جديدة وليس خلاف ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى