التدريس والتعلم

من هو محمود درويش؟ نسبه وحياته وشعره


سوف نستكشف في هذا المقال حياة محمود درويش، منذ نشأته في قرية البروة في فلسطين إلى رحيله، وسنسلط الضوء على أعماله الشعرية المميزة وخصائصها وتأثيرها في الأدب العربي والعالمي.

نبذة عن محمود درويش:

محمود درويش (1941 – 2008)، شاعر فلسطيني بارز، يُعد من أهم الشعراء العرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، وقد ساهم درويش في تطوير الشعر العربي الحديث وأدخَل الرمزية فيه، فامتزج في شعره الحب بالوطن والحبيبة الأنثى، وكتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي أُعلنت في الجزائر.

وُلد في قرية البروة في الجليل، وعاش مع عائلته تجربة اللجوء عام 1948، ليعودوا متسللين إلى وطنهم ليجدوا قريتهم مهدمة، وبعد إنهاء تعليمه الثانوي، انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب.

اعتُقِل مراراً بسبب نشاطه السياسي، وفي عام 1972 توجَّه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، ثم انتقل للعيش في القاهرة وبيروت، فعمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

شغل مناصب عدة، منها رئيس الاتحاد العام للكُتَّاب والأدباء الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية، وعاش في باريس قبل عودته إلى فلسطين، وتوفي في الولايات المتحدة ودُفن في مدينة رام الله.

حياة محمود درويش:

وُلد محمود درويش في 13 مارس 1941 في قرية البروة بالقرب من عكا، وعاش درويش حياة مليئة بالتحديات والإنجازات الأدبية، وفي عام 1948، تعرضت عائلته للتهجير إلى لبنان خلال النكبة، لكنَّهم عادوا سراً العام التالي فوجدوا قريتهم قد دُمرت وأُقيمت مستوطنات إسرائيلية مكانها.

انخرط درويش في العمل السياسي والأدبي منذ شبابه، فانضمَّ إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب، وتعرَّض للاعتقال عدة مرات بسبب نشاطه السياسي وتصريحاته، وفي عام 1972، غادر إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، ثم انتقل إلى القاهرة ولبنان، وعمل مع منظمة التحرير الفلسطينية.

بصفته شاعراً، أثرى درويش الأدب العربي بدواوينه الشعرية التي تميزت بالحداثة والرمزية، ممزجاً الحب بالوطن والحبيبة الأنثى، وكتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي أُعلنت في الجزائر، وفي الفترة الممتدة من 1973 إلى 1982، عاش في بيروت وأصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية وأسس مجلة الكرمل الثقافية.

توفي محمود درويش في 9 أغسطس 2008 بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب في الولايات المتحدة، ودُفن في رام الله بالضفة الغربية، وتعد حياته وأعماله شاهداً على تاريخ فلسطين ونضال شعبها من أجل الحرية والاستقلال.

شعر محمود درويش:

شعر محمود درويش مشهور جداً، فقد ترك إرثاً ضخماً من الأعمال الأدبية التي تغنَّى بها الفنانون والمشاهير، وقد أثَّرت قصائده في أفكارنا وجعلتنا نشعر بما شعر ويشعر به من عانى مثله.

امتلك ديوان محمود درويش 508 قصيدة، وفيما يأتي سنذكر أهمها:

  • البنتُ/ الصرخة: قصيدة عامة.
  • ذباب أَخضر: قصيدة عامة.
  • كقصيدة نثرية: قصيدة عامة.
  • ليتني حجر: قصيدة عامة.
  • أبعد من التماهي: قصيدة عامة.
  • العدو: قصيدة عامة.
  • نيرون: قصيدة عامة.
  • الغابة: قصيدة عامة.
  • حمام: قصيدة عامة.
  • البيت قتيلا: قصيدة عامة.
  • مكر المجاز: قصيدة عامة.
  • عدو مشترك: قصيدة عامة.
  • بقية حياة: قصيدة عامة.
  • لون أصفر: قصيدة عامة.
  • ليت الفتى شجرة: قصيدة عامة.
  • وصلنا متأخرين: قصيدة عامة.
  • غريبان: قصيدة عامة.
  • ماذا… لماذا كلُّ هذا؟: قصيدة عامة.
  • موهبة الأمل: قصيدة عامة.
  • ما أنا إلا هو: قصيدة عامة.
  • لم أحلم: قصيدة عامة.
  • أحن إلى خبز أمي: قصيدة عامة.
  • ربيع سريع: قصيدة عامة.
  • الحياة…حتى آخر قطرة: قصيدة عامة.
  • قصيدة أثر الفراشة: قصيدة عامة.
  • لم أكن معي: قصيدة عامة.
  • وجوه الحقيقة: قصيدة عامة.
  • كما لو كان نائماً: قصيدة عامة.
  • موسيقى مرئية: قصيدة عامة.
  • الطريق إلى أين: قصيدة عامة.
  • فكاهة الخلود: قصيدة عامة.
  • اللامبالي: قصيدة عامة.
  • اللوحة والإطار: قصيدة عامة.
  • ثلج: قصيدة عامة.
  • عدوى: قصيدة عامة.
  • حوض خزامى: قصيدة عامة.
  • أكثر وأقل: قصيدة عامة.
  • أغبط كل ما حولك: قصيدة عامة.
  • استعارة: قصيدة عامة.
  • قِلي كوكباً: قصيدة عامة.

خصائص شعر محمود درويش:

يتميز شعر محمود درويش بعدة خصائص فريدة تجعله من الشعراء البارزين في الأدب العربي، ومن هذه الخصائص:

1. التجديد والابتكار:

يُعد درويش من الشعراء الذين ساهموا في تطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه.

2. التعبير الانفعالي:

يبرز درويش الوظيفة الانفعالية في شعره، فيعبر عن مواقفه وأحاسيسه بطريقة مباشرة وصادقة.

3. الجمالية اللغوية:

يركز على جمالية الرسالة الشعرية، مستخدماً اللغة بمهارة لترك تأثير جمالي.

4. الغنائية:

يحمل شعره طابعاً غنائياً قوياً، وهذا يعكس الذات العربية في تجلياتها العاطفية والمزاجية.

5. الموضوعات الوطنية والإنسانية:

يمزج بين الحب والوطن والحبيبة الأنثى، ويعبر عن قضايا الهوية والوجود.

6. الموسيقى الداخلية:

تتميز قصائده بموسيقاها الداخلية القوية واستخدامها للرمزية.

هذه بعض الخصائص التي تميز شعر محمود درويش وتجعل منه صوتاً مؤثراً في الأدب العربي.

قصيدة “أحن إلى خبز أمي” لمحمود درويش:

أحنُّ إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي

وتكبر فيَّ الطفولة

يوماً على صدر يوم

وأعشق عمري لأنِّي

إذا متُّ،

أخجل من دمع أمي!

خذيني، إذا عدت يوماً

وشاحاً لهدبك

وغطِّي عظامي بعشب

تعمد من طهر كعبك

وشدِّي وثاقي..

بخصلة شعر

بخيط يلوِّح في ذيل ثوبك..

ضعيني، إذا ما رجعت

وقوداً بتنور نارك..

وحبل غسيل على سطح دارك

لأنِّي فقدت الوقوف

بدون صلاة نهارك

هرمت، فردِّي نجوم الطفولة

حتى أشارك

صغار العصافير

درب الرجوع..

لعشِّ انتظارك!

وانت في طريقك للبحث عن حياة لاتنسى أن تعيش

قصيدة “هذا البحر لي” لمحمود درويش:

هذا البحر لي

هذا الهواء الرطْب لي

هذا الرصيف وما عليْهِ

من خطاي وسائلي المنوي لي

ومحطة الباصِ القديمة لي. ولي

شبحي وصاحبه. وآنية النحاس

وآية الكرسي، والمفتاح لي

والباب والحراس والأجراس لي

لِي حذْوة الفرسِ التي

طارت عن الأسوار لي

ما كان لي. وقصاصة الورقِ التي

انتزِعتْ من الإنجيل لي

والملْح من أثر الدموع على

جدار البيت لي

واسمي، إن أخطأت لفْظ اسمي

بخمسة أحْرفي أفقيةِ التكوين لي:

ميم / المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى

حاء / الحديقة والحبيبة، حيرتانِ وحسرتان

ميم / المغامِر والمعد المسْتعد لموته

الموعود منفياً، مريض المشْتهي

واو / الوداع، الوردة الوسطي

ولاء للولادة أينما وجدتْ، ووعْد الوالدين

دال / الدليل، الدرب، دمعة

دارةٍ درستْ، ودوريٌ يدللني ويدْميني /

وهذا الاسم لي

ولأصدقائي، أينما كانوا، ولي

جَسَدي المُؤَقَّتُ، حاضراً أم غائباً…

مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن…

لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً…

والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ،

يشربني على مَهَلٍ، ولي

ما كان لي: أَمسي، وما سيكون لي

غَدِيَ البعيدُ، وعودة الروح الشريدِ

كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ

وكأنَّ شيئاً لم يكن

جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ…

والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ

ومن أَبطالِهِ…

يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ…

هذا البحرُ لي

هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي

واسمي ـ

وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت ـ

لي.

أما أنا ـ وقد امتلأتُ

بكُلِّ أسباب الرحيل ـ

فلستُ لي.

أنا لَستُ لي

أَنا لَستُ لي…

محمود درويش ومارسيل خليفة:

مارسيل خليفة ومحمود درويش هما شخصيتان بارزتان في عالم الفن والأدب العربي، فمارسيل خليفة، الموسيقار والمغني اللبناني، اشتهر بتلحينه لأشعار درويش وغنائها، وهذا أضاف بُعداً جديداً للشعر العربي، ومن ناحية أخرى، محمود درويش، الشاعر الفلسطيني الكبير، عُرف بقصائده التي تعكس الهوية والمقاومة والحنين.

لقد تعاونا معاً في العديد من المشاريع الفنية التي تركت أثراً عميقاً في الذاكرة الثقافية العربية، على سبيل المثال، ألبوم “أندلس الحب” الذي أصدره خليفة، يستدعي روح درويش ويقدم عملاً ممزوجاً بالإبداع الشعري وعذوبة الألحان، ويُظهِر هذا التعاون كيف يمكن للموسيقى والشعر أن يتحدا معاً ليخلقا تجربة فنية غنية ومؤثرة.

وفاة محمود درويش:

توفي الشاعر الفلسطيني محمود درويش في التاسع من أغسطس عام 2008 في مدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب، ودُفِن في الضفة الغربية في مدينة رام الله.

في الختام:

من خلال استكشاف حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، نجد أنَّه لم يكن مجرد شاعر بل كان رمزاً للصمود والإبداع في وجه التحديات والمعاناة، لقد ترك درويش وراءه إرثاً شعرياً يتغنى بالحب والحياة والوطن، ويعبِّر عن الأمل واليأس والصراع الإنساني.

إنَّ إرثه الثقافي والأدبي يظل حاضراً وملهماً للأجيال القادمة، وهو دليل على قوة الكلمة في تشكيل الوعي وتحريك العواطف، وبالرغم من رحيله، يبقى درويش حاضراً في قلوب محبيه وفي صفحات الأدب العربي كنجم يضيء سماء الشعر بإشراقه الخالد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى