أهم النصائح للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة وتقديم الدعم لهم
أهمية دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس
إنّ التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة يتجسد من قدرتها على إنشاء بيئة تعليمية ملائمة لهم، وشاملة لمبادئ وأهداف عملية تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة التي يأتي في مقدمتها أن يصل كل طفل لحقه في تلقي تعليم يناسب مهاراته واحتياجاته مما يوصله إلى كامل امكانياته ويمكنه من الاندماج في المجتمع.
وفي ظل تنوع حالات الاحتياجات التعليمية الخاصة من توحد واضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، والإعاقات الجسدية وصعوبات القراءة وغيرها الكثير، بالإضافة إلى أن نسبة انتشار هذه الحالات في أي مجتمع هي أكبر مما تعتقد، يأتي هنا دور تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس التي تمكنهم من الوصول إلى المنهج الدراسي المناسب، وتوفر لهم تعليم متخصص للمهارات الحياتية الأساسية، ناهيك عن دورها الكبير في جعلهم يشعرون بالتقدير والثقة بأنفسهم والاندماج في بيئاتهم، ويتلقون اهتماماً بمواهبهم الخاصة وتوجيهاً لتطويرها.
أيضاً إنّ التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة يتطلب حاجة ملحة لهم للمتابعة الدؤوبة والقريبة لكل حالة على حدة لتدوين ملاحظات حول تطورها أو اقتراحات لتحسين الأداء في نقاط معينة وهو الدور الذي توفره المدارس بكوادرها المتخصصة.
كيف يمكن للبيئة المدرسية أن تؤثر على تحصيل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة؟
لايمكن تحقيق تحصيل دراسي جيد دون تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل مدارس عالية القدرة والكفاءة ومزودة بأحدث الإرشادات والأدوات وبكوادر خبيرة تتقن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة لتتضافر جهودها في خلق الأسس التي تعين الطالب على تعليمه وتنهض بقدراته وإنّ من أهم هذه الأسس:
1. وضع خطة تعليم فردية (IEP)
وهو برنامج خاص بكل طالب من ذوي الاحتياجات يتم وضعه بعد إجراء تقييم شامل لحالته من قبل خبراء، لتصدر بعد ذلك وثيقة تبين وصفاً كاملاً لكل الإجراءات والطرق التعليمية الملائمة لهذا الطالب والتي يحتاجها ليتعلم بما يناسب وضعه والعوائق التي لديه. كما أن هذا البرنامج قد يتضمن نشاطات ومقترحات ابداعية لتنهض بواقع الطالب. وبدون هذه الخطة سيكون هناك قصور في تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
2. الثقة بالنفس وتقديرها
والذي تعمل عليه لتضمنه الكوادر المدربة في دوامهم اليومي مع الطلاب، لأنها تشجعهم على تقوية حبهم واحتوائهم لاختلافهم، وتحفيز ورفع نقاط القوة عندهم، إن هذا الأمر يؤثر بصورة بالغة في جودة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة، فيحسن نوعية حياتهم وحالتهم النفسية التي تنعكس على تقدم أدائهم وتحصيلهم.
3. التأكد من تعليم الطلاب ذوي الاحتياجات مهارات الحياة الأساسية
منها الاستقلال والتواصل والتي تعزز قدرتهم على الحياة خارجاً، والاكتفاء بذاتهم، مما يطور أداءهم اليومي كثيراً ويصب في تحصيلهم الدراسي.
دور المعلم في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة يقوم بصورة رئيسية على دور المعلمين ومنهجيتهم ونجاحهم في تسيير هذه العملية داخل صفوفهم ضمن بيئة مفعمة بطاقة عالية من الدعم والنشاط والمحبة، فيجب على معلم الطالب ذي الاحتياج التعليمي الخاص أن يستوعب الخطة التي وضعت لتعليمه وذلك لكل طالب على حدة، ويضعها في مسار الممارسة اليومية بالطرق التي يراها أسهل لهم ومنتجة أكثر حسب خبرته، فمثلاً بعض الأطفال يفهم ويتعلم بشكل أقوى عبر السمع، وآخر عبر العناصر البصرية والرؤية وهكذا، حيث أن وسيلة تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً عليها أن تكون مخصصة لكل حالة على حدة.
وهنا للمعلم الدور الأكبر في المتابعة والمراقبة المستمرة والتعديل في خطط الطلاب، حيث تتم المتابعة اليومية للتقدم الملحوظ في أي جانب أو للعثرات والمواضع التي تتطلب عملاً أو طرقاً مختلفة لتطويرها، وعليه يبني المعلم تعديلاته على الخطة الفردية لكل طالب.
أيضاً يكرس المعلم مهاراته ومعارفه والجوانب التي يبدع فيها في تقديم الدعم لطلابه ذوي الاحتياجات الخاصة، فبعضهم يستثمر موهبته في الرسم بالتعامل معهم وخلق عناصر ممتعة لهم أو تدريب محبي الرسم منهم، وبعضهم الآخر يخلق لهم أجواءً من الرقص والغناء من خلال مهارات العزف التي يتقنها وقد يستطيع إيصال المعلومات لهم على ألحانٍ يعزفها.
دوره في تطوير خطط التعليم الفردية (IEP)
للمعلم الدور الأكبر في تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة عبر خطط التعليم الفردية، بدءاً من حضوره لجلسات تقييم وضع الطالب مع باقي الاختصاصيين، إلى اجتماعات وضع الخطة التي يشارك فيها، ثم دوره بتطبيقها ووضع رؤى واقتراحات تطويرها وتعديلها بحسب ما يشاهده من تحسن أو تعثر الطفل، إلى تواصله الدائم مع الأهل وشرح كل المراحل التي يخوضها طفلهم وهنا نستعرض نقاط خاصة لدوره في بناء ال (IEP) للطفل:
- الفهم الجيد لكل حالة فردية وهذا يتضمن استيعاب تشخيص كل طالب، ومعرفة نقاط قوته ونقاط ضعفه وأكبر مواضع التحدي لديه في قدرته على التعلم، وأن يأخذ من الأخصائيين نصائحهم من تسهيلات أو تعديلات داعمة لتعليمه.
- إنشاء البيئة التنفيذية المناسبة لخطة التعلم لهؤلاء الطلاب يضمن فيها تفعيل المهارات الاجتماعية والتواصل بين الأقران، وتعزيز التطور والسلوك الإيجابي. والأهم هو دعم الأساس النفسي لكل طفل بشعوره بالتقدير والاندماج.
- إبداء ملاحظاته واقتراحاته في كل اجتماع، من خلال متابعة وضع الطالب في جوانب تحسنه التي تتطلب آليات لنقله لمستوى أفضل، وجوانب الضعف التي تتطلب تطوير آليات وطرق لمساعدته على تجاوزها ومناقشة كل هذه الأمور مع الاختصاصيين والأهل خلال اجتماعات ال IEP الدورية.
شاهد بالفيديو: أساليب التعامل الناجح مع الطفل المتوحد
نصائح للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة
تواجه مدرسة ومدرسو الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مجموعة فريدة من تحديات متنوعة، وكذلك الأمر بالنسبة لأولياء أمور هؤلاء الطلاب، لذلك كان لابد من وجود مجموعة كبيرة من الإرشادات التي وضعها أخصائيون لمساعدتهم في عملية رعايتهم وتعليمهم وضمان تكامل مسيرة تقديم الدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وسنلقي الضوء الآن على أهمها.
1. نصائح للمعلم
كل طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة هو حالة مستقلة، لذلك سيتحدد أسلوب التدريس الخاص بك من خلال هذه التحديات الفردية التي يواجه الطالب صعوبة تعليمه فيها، ولمساعدتك على إنجاح تعليمك لهؤلاء الطلاب عليك مراعاة هذه النصائح:
1.1. حافظ على فصلك الدراسي منظماً
حيث أن بنية الفصل مهمة جداً، فمهما كان عدد طلابك، يبقى السير على روتين يومي جميل والالتزام به قدر الإمكان أمراً مساعداً لك ولطلابك كثيراً، وخاصةً في التخفيف من التوتر والفوضى أو أي انحراف عن خططك.
1.2. تذكر دوماً أن كل طالب هو حالة فردية
تعرف عليه وعلى شخصيته كفرد وليس فقط من خلال التشخيص الذي أتاك به، وهذا أمر مهم جداً في علاقته معك ومطاوعته لتعليماتك فتصبح أنت حافزاً ومرشداً له للتطور، وتستطيع بدقة معرفة المستويات التي يتطور فيها وتقدير التعديلات على خطته الفردية.
1.3. اخلق لهم وأعطيهم فرصاً ليتذوقوا النجاح
حيث أن النظرة الإيجابية في أنفسهم وبيئتهم مهمة جداً في هذه العملية، فقد يتقدم بعض طلابك بتطورات أبطأ من غيرهم لذلك شجعهم على التدريب والتحسن عبر إعطائهم فرص يختبرون فيها نجاحات صغيرة والاحتفال بهذه النجاحات.
1.4. حافظ على البساطة
ففي مجال تدريس الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يجب تقسيم الأهداف التعليمية إلى خطوات صغيرة بسيطة يمكن قياسها والتحكم فيها، ويجب عليك أن تبقى أوراق عملهم ومشاريعهم قصيرة وممتعة. فإن التعقيد يزيد احتمال الشعور لديهم بالارتباك والعجز مما يزيد التحديات التي تواجهها.
إقرأ أيضاً: تربية طفل ذو احتياجات خاصة: تحديات فريدة تتطلب صبراً ودعماً
2. نصائح للأهل
حتى لو لم تكن مسؤولية عملية تعليم ولدك من ذوي الاحتياجات تقع على عاتقك، لكن مازال هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها بصفتك والده أو بصفتك أمه، لتسهل بها عملية تدريسه على المعلم، وتحسن أكثر من أدائه وبنيته النفسية والفكرية، سنأتي الآن على أهم النصائح لك لتربية طفلك والتعامل معه:
2.1. اعمل على التحكم بتوقعاتك وإدارتها
لا تفرض على طفلك أو تجعله يشعر بأن عليه أن يطابق توقعاتك أو معايير معينة وهي غير ملائمة له. خذ بعين الاعتبار حالته وشرح وضعه من قبل الأخصائيين وادفعه للنجاح وتطوير امكانياته ولكن لا تضغط عليه. اجعل هدفك أن يكون سعيداً ويتطور بالمهارات الملائمة له والتي تسعده.
2.2. احتفل بنجاحاته وإنجازاته الصغيرة
فبالنسبة لولدك ولهؤلاء الطلاب من ذوي الاحتياجات فإن كل يوم جديد يحمل مجموعة من التحديات ولن يأتي التطور سريعاً، بالتالي عليك أن تفهم بعمق الصعوبات لدى طفلك وما يشكل تحدياً له حتى تتمكن من تحديد النجاح الصغير في كل مرة وعندما يحصل فهو يستحق الاحتفال.
2.3. كن شريكاً مع المعلم
فحتى يحصل ولدك على العملية التعليمية الملائمة لابد من ضمان التواصل المستمر مع المعلم لتكامل الأهداف والطرق التدريبية بين الحياة المنزلية والمدرسية، فلا يكون هنالك فجوة بينهما وهذا أمر غاية في الأهمية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة والمنازل. افهم برنامج التعليم الفردي الخاص بولدك واسأل معلمه عن التطورات الحاصلة وما يمكنك فعله لتعزيز حدوثها.
2.4. اعتني بصحتك ونفسك
فقد يكون هذا الدور الذي تلعبه في دعم طفلك مرهقاً إن لم تعتني بنفسك، لذا خصص وقتاً لها كل يوم حتى تتمكن من البقاء إلى جانب ولدك كلما احتاج إليك.
إقرأ أيضاً: أساليب تربية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة
في الختام
في نهاية مقالنا، نكون قد تعرفنا على الجوانب المهمة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة والتي من شأنها أن تحدث تقدماً كبيراً لهم.