Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

البحر الوافر وأهم القصائد عنه


سنغوص في هذا المقال في رحلةٍ عبر أمواج البحر الوافر، ونكتشف خصائص هذا البحر الفريد، ونستعرض بعض أهمِّ القصائد التي نظمها الشعراء على إيقاعه، لذا إذا كنت من محبي الشعر العربي الأصيل فما عليك إلا أن تتابع معنا.

ما هو السر وراء تسمية البحر الوافر بهذا الاسم؟

يوجد سببان رئيسان وراء تسمية البحر الوافر بهذا الاسم:

1. وفرة أجزائه وتداً بوتد:

  • يتكون البحر الوافر من تفعيلتين فقط: “مفاعلتن” في العروض والضرب.
  • كل تفعيلة تتكون من ستة أجزاء، ثلاثة منها متحركة وثلاثة ساكنة.
  • يُسمى الجزء المتحرك “وتداً”.
  • في البحر الوافر، توجد وفرة في أجزاء التفعيلة، فتتكون من ثلاثة أوتاد.

2. وفرة حركاته:

  • يُعدُّ البحر الوافر من أكثر البحور حركات.
  • تحتوي كل تفعيلة على ثلاث حركات، وبهذا يكون مجموع حركات البحر الوافر ست في البيت الواحد.
  • لا يوجد بحر آخر يضاهي البحر الوافر في كثرة حركاته.

بشكل عام يُشير اسم “الوافر” إلى كثرة ووفرة ما يتميز به هذا البحر من أجزاء وتدية وحركات، وتفسر بعض الآراء الأخرى سبب تسمية البحر الوافر بهذا الاسم، مثل:

  • سهولة نظمه: يُعدُّ البحر الوافر من أسهل البحور العربية نظماً، وهذا جعله وافراً في الاستخدام.
  • تنوع موضوعاته: يُستخدم البحر الوافر في كتابة مختلف الموضوعات، من رثاء ووصف وحكمة وغزل وغيرها، ولكن الرأي الأكثر قبولاً هو ما ذكرناه آنفاً.

يُمكن استخدام البحر الوافر تاماً أو مجزوءاً، ويُمكن استخدام زحافات البحر الوافر، مثل العصب والقبض.

خصائص البحر الوافر:

البحر الوافر: هو أحد أبحر الشعر العربي، وسمي بالوافر لكثرة حركاته وتنوعها، ويتميز البحر الوافر بخصائص فريدة تجعله من أشهر البحور وأكثرها استخداماً في الشعر العربي.

1. تفعيلاته:

يتكون البحر الوافر من تفعيلتين فقط هما:

  • مفاعلتن: تتكون من متحركين ساكن متحركين ساكن.
  • فعولن: تتكون من متحركين ساكن متحرك ساكن.

2. وزنه:

يكون وزن البحر الوافر ثابتاً في كل من العروض والضرب على مقياس واحد (مفاعل) أو (فعولن).

3. القافية:

تكون القافية في البحر الوافر موحدة في جميع أبيات القصيدة، وتكون غالباً من الحروف المتحركة.

4. سهولة النظم:

يُعدُّ البحر الوافر من أسهل البحور العربية في النظم، وذلك لسهولة تفعيلاته ووضوح وزنه.

5. الانتشار:

يُعدُّ البحر الوافر من أكثر البحور العربية انتشاراً، وذلك لسهولته وجمال إيقاعه.

6. الأغراض الشعرية:

يُستخدم البحر الوافر في مختلف الأغراض الشعرية، مثل:

  • الغزل: التعبير عن مشاعر الحب والعشق.
  • الوصف: وصف الطبيعة أو الأشخاص أو الأحداث.
  • الحكمة: التعبير عن الحِكم والأمثال.
  • الرثاء: التعبير عن الحزن والأسى على فراق شخص عزيز.
  • المدح: الثناء على شخص أو شيء.

يُعدُّ البحر الوافر من أهم البحور العربية وأكثرها استخداماً، ويتميز بسهولة النظم وجمال الإيقاع والتنوع في الأغراض الشعرية.

بماذا يختلف البحر الوافر عن غيره من البحور الشعرية؟

يتميز البحر الوافر عن غيره من البحور الشعرية بمجموعة من الخصائص التي تجعله فريداً ومميزاً، ونذكر من أهمها:

1. سهولة النظم:

يُعدُّ البحر الوافر من أسهل البحور الشعرية نظماً، وذلك لوجود تفعيلات متكررة (مفاعلتن) مرتين في البيت، تليها تفعيلة (فعولن) في كل من الصدر والعجز.

2. سلاسة اللفظ:

يُعرف البحر الوافر بسلاسة لفظه وقلة تعقيده، وهذا يجعله سهل الفهم والتلقي من قبل الجمهور.

3. تنوع الأغراض الشعرية:

يُستخدم البحر الوافر في مختلف الأغراض الشعرية، من رثاء ووصف ومدح وغزل وغيرها، وهذا يدل على قدرته على التعبير عن مختلف المشاعر والأفكار.

4. الإيقاع المتوازن:

يتميز البحر الوافر بإيقاع متوازن ينبع من تكرار التفعيلات، وهذا يضفي على القصيدة سحراً خاصاً وجاذبية موسيقية.

5. وفرة الأمثلة:

يُعدُّ البحر الوافر من أكثر البحور الشعرية شيوعاً، وهذا يعني وجود العديد من الأمثلة الشعرية المشهورة التي يمكن الرجوع إليها لفهم خصائص هذا البحر بشكل أفضل.

6. سهولة التلحين:

يُستخدَم البحر الوافر في العديد من الأغاني العربية، وذلك لسهولة تلحينه وسلاسة إيقاعه.

7. قلة الزحافات:

يُعدُّ البحر الوافر من البحور الشعرية التي تقلُّ فيها الزحافات، وهذا يجعله سهلاً على الشعراء المبتدئين.

8. التأثير النفسي:

يُمكن استخدام البحر الوافر للتعبير عن مختلف المشاعر والأحاسيس، من حزن وفرح وأمل وغيرها.

9. الوضوح:

تُعدُّ لغة البحر الوافر واضحة ومباشرة، وهذا يجعله سهل الفهم من قِبل مختلف فئات المجتمع.

10. الارتباط بالتراث:

يُعدُّ البحر الوافر من أقدم البحور الشعرية العربية، وهذا يجعله مرتبطاً بشكل وثيق بالتراث العربي.

يُعدُّ البحر الوافر بحراً شعرياً فريداً ومميزاً يتميَّز بسلاسة لفظه وسهولة نظمه وتنوع أغراضه الشعرية وإيقاعه المتوازن، وهذا يجعله من أكثر البحور الشعرية شيوعاً واستخداماً في مختلف العصور.

أشهر قصائد البحر الوافر:

1. قصيدة “صرمَت ظليمةُ خُلَّتي ومراسلي”:

صرمَت ظليمةُ خُلَّتي ومراسلي

وتباعَدَت ضنَّاً بزاد الراحلِ

جهلاً وما تدري ظليمة أَنَّتي

قد أستقلُّ بصرم غير الواصِلِ

ذُلُلٌ ركابي حيثُ شئتُ مُشَيِّعي

أنِّي أروعُ قطا المكانِ الغافلِ

أَظليمَ ما يُدريكِ رُبَّة خُلَّةٍ

حسنٌ ترغَّمُها كَظَبي الحائلِ

قد بِتُّ مالكَها وشاربَ قهوةٍ

درياقةٍ رويت منها وَاغلى

بيضاءَ صافيةٍ يُرى مِن دونها

قعرُ الأناء يُضيء وجه الناهلِ

وسرابَ هاجِرةٍ قطعتُ إذا جرى

فوقَ الأكام بذاتِ لونٍ باذلِ

أُجُدٌ مراحُلها كأَنَّ عِفاءه

سقطانِ من كتفي ظليم جافلِ

فَلَنأكُلَنَّ بناجزٍ من مالن

وَلنَشربنَّ بدَينِ عام قابلِ

إِنِّي مِنَ القومِ الذين إذا انتَدو

بدأوا بِبِرِّ اللَهِ ثمَّ النائلِ

المانعين مِنَ الخنا جيرانهم

والحاشدين على طعَامِ النازلِ

والخالطينَ غنيَّهم بفقيرهم

والباذلينَ عَطاءَهم للسائلِ

والضاربينَ الكبشَ يبرُقُ بَيضُهُ

ضربَ المهنَّدِ عن حياضِ الناهلِ

والعاطفين على المصافِ خيولَهم

والمُلحقينَ رماحَهم بالقاتلِ

والمدركينَ عدوَّهم بذُحُولهم

والنازلينَ لضربِ كلِّ مُنازلِ

والقائلين معاً خُذُوا أقرانَكُم

إِنَّ المنيَّة من وراء الوائلِ

خُزرٍ عيوُنُهُم إلى أعدائِهم

يمشونَ مشي الأُسدِ تحت الوابِلِ

ليسوا بأنكاسٍ ولا ميلٍ إذا

ما الحربُ شُبَّت أشعلوا بالشاعلِ

لا يطبعون وهم على أحسابهم

يشفون بالأَحلامِ داءَ الجاهلِ

والقائلين فلا يعابُ خطيبُهم

يومَ المقالةِ بالكلامِ الفاصلِ

2. قصيدة “أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي”:

أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي

فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ

فإنَّكم وما تُزجُونَ نحوي

مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ

سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه

وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ

أبت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي

وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ

وإِعطائي على المكروهِ مالي

وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ

بِذي شطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ

ونَفسٍ ما تَقر على القبيحِ

وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت

مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي

لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ

وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ

أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي

وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ

أبت لي أَن أُقضِّي في فعالي

وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ

فإما رُحتُ بالشرفِ المُعلى

وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ

قرَت أحسابُنا كرماً فأَبدَت

لنا الضراءُ عن أُدُمٍ صحاحِ

ولم يُظهر لنا عُقراتِ سَوءٍ

جمودُ القطرِ أو بكءُ اللقاحِ

شاهد بالفديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية

 

3. قصيدة “لِمَن طَلَلٌ بِوادي الرَملِ بالي”:

لِمَن طَلَلٌ بِوادي الرَملِ بالي

مَحَتْ آثارَهُ ريحُ الشَمالِ

وَقَفتُ بِهِ وَدَمعي مِن جُفوني

يَفيضُ عَلى مَغانيهِ الخَوالي

أُسائِلُ عَن فَتاةِ بَني قُرادٍ

وَعَن أَترابِها ذاتِ الجَمالِ

وَكَيفَ يُجيبُني رَسمٌ مُحيلٌ

بَعيدٌ لا يُرَدُّ عَلى سُؤالي

إِذا صاحَ الغُرابُ بِهِ شَجاني

وَأَجرى أَدمُعي مِثلَ اللَآلي

وَأَخبَرَني بِأَصنافِ الرَزاي

وَبِالهُجرانِ مِن بَعدِ الوِصالِ

غُرابَ البَينِ ما لَكَ كُلَّ يَومٍ

تُعانِدُني وَقَد أَشغَلتَ بالي

كَأَنِّي قَد ذَبَحتُ بِحَدِّ سَيفي

فِراخَكَ أَو قَنَصتُكَ بِالحِبالِ

بِحَقِّ أَبيكَ داوي جُرحَ قَلبي

وَرَوِّح نارَ سِرِّي بِالمَقالِ

وَخَبِّر عَن عُبَيلَةَ أَينَ حَلَّت

وَما فَعَلَت بِها أَيدي اللَيالي

فَقَلبي هائِمٌ في كُلِّ أَرضٍ

يُقَبِّلُ إِثرَ أَخفافِ الجِمالِ

وَجِسمي في جِبالِ الرَملِ مَلقىً

خَيالٌ يَرتَجي طَيفَ الخَيالِ

وَفي الوادي عَلى الأَغصانِ طَيرٌ

يَنوحُ وَنَوحُهُ في الجَوِّ عالي

فَقُلتُ لَهُ وَقَد أَبدى نَحيباً

دَعِ الشَكوى فَحالُكَ غَيرُ حالي

أَنا دَمعي يَفيضُ وَأَنتَ باكٍ

بِلا دَمعٍ فَذاكَ بُكاءُ سالي

لَحى اللَهُ الفِراقَ وَلا رَعاهُ

فَكَم قَد شَكَّ قَلبي بِالنِبالِ

أُقاتِلُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنيدٍ

وَيَقتُلني الفِراقُ بِلا قِتالِ

في الختام:

تُظهر رحلتنا عبر بحر الوافر ثراءه وتنوعه، فهو بحرٌ رحيبٌ اتسع لمختلف الأغراض الشعرية، من وصفٍ ورثاءٍ وغزلٍ وفخرٍ وحكمةٍ، وقد برع كبار الشعراء في نظم قصائدَ خالدةٍ على بحر الوافر، فخلَّدتْ أسماءهم وخلَّدتْ هذا البحرَ العريقَ.

من أهم ما يميز بحر الوافر إيقاعه السريع وتدفقه العذب، وهذا يجعله سهلَ الحفظ والتلقي، كما أنَّه يتميز بقدرته على التعبير عن مختلف المشاعر والأفكار، من الفرح والحزن والحب والكراهية.

لذا، لا عجب أن يُعدَّ بحرُ الوافر من أهم بحور الشعر العربي وأكثرها شيوعاً، فهو بحرٌ غنيٌّ بالتنوع والإبداع، وله مكانةٌ خاصةٌ في قلوب الشعراء والجمهور على حدٍّ سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى