مشاهير الشعراء العرب الحاليين والسابقين

امرؤ القيس:

امرؤ القيس هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي، تُوفِّيَ عام 540 ميلادي، وقد عاش في عصر الجاهلية، وهو شاعر يمني الأصل، ومن الشعراء الذين كتبوا المعلقات وعُرفوا بجودة شعرهم. وعاش امرؤ القيس حياة لاهيةً طائشةً إلى أن قُتِل أبيه وقرر الأخذ بالثأر.

تميَّز شعر أمرئ القيس عن غيره من الشعر بأنَّه أول مَن كتب في الغزل، فقد وصف المحبوبة وصفاً دقيقاً مفصلاً؛ وهذا ما يعرف بالغزل الصريح. كما أنَّ شعره كان تصويراً لحياته الواقعية من لهو وصيد وثأر ومدح وغزل، ومما قال:

الفرزدق:

هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، تُوفِّيَ عام 732 ميلادي، عاش في العصر الأموي، وهو شاعر عراقي الأصل، وقد سُمِّي الفرزدق بهذا الاسم لضخامة وجهه وتهجمه؛ فلم يكن حَسَنَ الصورةِ؛ لذا انصرف إلى العناية بلباسه وأخلاقه.

لقد كان الفرزدق من أسياد وأشراف قومه، ومن فحول الشعراء آنذاك؛ فقد كتب شعراً في الغزل والمديح وأكثر منه في الفخر والنقائض، ومما عُرِف عنه كثرة جيزاته؛ وهذا ما دفع “المدائني” إلى كتابة كتاب خاص بزيجاته، وسمَّاه “مناكح الفرزدق”. ومن أشهر ما قاله الفرزدق في الفخر قصيدة في علي بن الحسين:

شاهد بالفديو: أشهر الكتاب والأدباء العرب ومؤلفاتهم

المتنبي:

المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن هانئ الكوفي الكندي أبو الطيب، تُوفِّيَ عام 965 ميلادي، وهو شاعر عراقي الأصل، من أشهر الشعراء العرب وأفصحهم وأكثرهم تمكُّناً في اللغة العربية، وقد عاش في العصر العباسي، عصر ازدهار الدولة العربية اقتصادياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً وأدبياً.

وقد تميز شعره بالدقة في الوصف والتعبير، وسعة الخيال، والإيجاز من غير خلل في المعنى المراد، كما أنَّه استعمل الأساليب النحوية كافة من نداء واستفهام وتصغير وإشارة وغيرها، ونظم في الأغراض الشعرية كلها أيضاً من غزل وفخر ومدح ووصف وهجاء، ومما نظمه في الهجاء قصيدة هجا فيها “كافور الإخشيدي”؛ إذ قال:

إقرأ أيضاً: من هم أشهر شعراء العصر الأموي؟ تعرف على نبذة عن حياتهم وأشعارهم

أحمد شوقي:

أحمد شوقي شاعر مصري، من شعراء العصر الحديث، وقد لُقِّب بـ “أمير الشعراء”، تُوفِّيَ عام 1932 ميلادي، وقد كتب شوقي في النثر روايات شعرية تمثيلية، وفي الشعر الديني والوطني، وعُرِفت عنه ثقافته الواسعة حتى صار ينظم شعراً سهلاً وعذباً تستسيغه العقول والقلوب معاً.

كان شوقي من أكبر مجددي الشعر في العصر الحديث، وساهم في إحياء اللغة العربية. ومن مسرحياته المعروفة: “مصرع كليوبترا”، و”الست هدى”، و”علي بك الكبير”، ومن كتبه: “أسواق الذهب”، و”دول العرب وعظماء الإسلام”، ومن أشهر أشعاره:

نزار قباني:

نزار بن توفيق القباني، حفيد أبو خليل القباني رائد المسرح العربي، وهو دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، وُلِد في دمشق، وتُوفِّيَ عام 1998 ميلادي، وقد عُرِف بـ “شاعر الحب والمرأة”، كما أنَّه نظم شعراً سياسياً تناول فيه قضايا حساسة.

نظم نزار الشعر بنوعيه القديم؛ أي المنظوم في شطرين، والحديث؛ أي شعر التفعيلة، وقد غنَّت السيدة فيروز والسيد كاظم الساهر بعضٌ من أشعاره، ومما نظمه “قصيدة إلى زائرة” يقول فيها:

حسبي بهذا النفخ والهمهمه

يا رعشة الثعبان.. يا مجرمه

زلقت من أهلك لم تستحي

زحفاً إلى غرفتي الملهمه..

مفكوكة الأزرار عن جائع

يصبو إلى النجم لكي يقضمَه

وشعرُكِ المسفوح.. خصلاته

مهملةٌ، لا تعرف اللملمه

أفي قميص النوم، ياذئبتي

تائهةٌ كالفكرة المبهمه

ونهدك الملتفُّ في ريشه

كأرنبٍ إليَّ يدني فمه

كالأرنب الأبيض في وثبه

الله.. كم حاولت أن أرسمه

هذا الذي يطفر في مخدعي

هل ظلِّ شيءٌ بعد ما حطَّمه؟

آمنتُ باللذَّات مسلولةً

تفور من مقلتك المضرمه

وكم لدى المرأة من مطلبٍ

في جوع عينيها له ترجمة

شهيَّة العطر. أنا ماردٌ

فحاذري أن تكسري قمقمه

ما أنتِ؟ ما نهداكِ؟ إن قهقهت

عواصفي، وشهوتي الملْجَمه

لا يعرف الطوفانُ في جرفِهِ

ما حلل الله.. وما حرَّمَه

محمود درويش:

هو شاعر وكاتب ومؤلف فلسطيني، من شعراء العصر الحديث، تُوفِّيَ عام 2008 ميلادي، وقد ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن، كما أنَّه مزج في شعره الحب بالوطن بالحبيبة بالأنثى. كما أنَّه تعرَّض للاعتقال من قِبل الاحتلال الإسرائيلي؛ وذلك بسبب تصريحاته ونشاطاته السياسية.

وقد أُخذت عنه بعض الأقوال، وأصبحت أقولاً مأثورةً يتناقلها العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ذلك قوله في القهوة: “القهوة لا تُشرب على عجل، القهوة أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمُّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات”.

كان درويش من الشعراء الذين اعتمدوا التجديد  في شعرهم، واستعمل الرمز أداةً للتعبير عن الواقع تعبيراً غير مباشراً تاركاً حرية الفهم والتأويل للمتلقي، ومما قاله:

تحيةً. وقبلةً وليس عندي ما أقول بعدْ

من أين أبتدي؟ .. وأين أنتهي؟

ودورة الزمان دون حدْ

وكل ما في غربتي

زوادةُ، فيها رغيفٌ يابسٌ، وَوَجْدْ

ودفترٌ يحمل عني بعض ما حملت

بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقدْ

من أين أبتدي؟

وكل ما قيل وما يقال بعد غدْ

لا ينتهي بضمةٍ.. أو لمسةٍ من يدْ

لا يُرجعُ الغريبَ للديار

لا يُنزلُ الأمطار

لا ينُبتُ الريش على

جناح طير ضائع.. منهدّْ

من أين أبتدي

تحيةً… وقبلةً… وبعدْ…

في الختام:

كان الشعر وما يزال من أهم وأعظم الفنون العربية، وقد احتل الشاعر مكانة هامة في عصره؛ إذ اتُّخذوا الشعراء قديماً أداةً للدفاع عن القبيلة مثلها في ذلك مثل الجيوش والفرسان، كما كان الشاعر وسيلةً للاسترضاء أو الاستعطاف؛ فهو الناطق الرسمي باسم قبيلته؛ ولذلك حظي الشعراء بالتقدير والإجلال والمحبة والدعم.

وما تقدَّم ذكره لبعض الشعراء كان على سبيل المثال لا الحصر، فلا نستطيع الحديث عن أشهر شعرائنا في مقال واحدٍ؛ إذ يعدُّ ذلك بخساً لهم. ولإيجاز ما سبق انظر الجدول الآتي: