Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

5 خطوات لزيادة متعة التعلم


التركيز شرط أساسي لنجاح التعلُّم:

  1. التعلم هو عبارة عن عملية يجري فيها تخزين المعلومات المكتسبة في الذاكرة طويلة الأمد.
  2. يخزِّن الإنسان المعلومات التي يبدي اهتمامه بها في الذاكرة طويلة الأمد.
  3. قدرة الإنسان على الانتباه محدودة؛ ما يعني أنَّه لا يستطيع التعامل مع عدة مسائل دفعة واحدة في نفس الوقت.

يمكن أن يكون التعلُّم نشاطاً ممتعاً رغم حاجته للتركيز، إذ ثمة عدد كبير من النشاطات التي تتطلب تركيز الانتباه مثل ألعاب الفيديو، والرياضة، والأحجيات لكنَّ الإنسان يستمتع بالقيام بها.

تفسر نظرية تكلفة الفرصة البديلة هذا التناقض على النحو الآتي: قدرة الإنسان على الانتباه محدودة، لهذا السبب يحرص نظام التحفيز في الدماغ على تقييم الموضوعات التي تلفت انتباهه وتحقيق الاستثمار الأمثل لهذا المصدر المحدود.

يمكن تشبيه العملية بمديرٍ مشغول يحاول انتقاء أهم المهام لتوزيعها على عدد محدود من الموظفين.

من المتعب أن تقوم بنشاط يتطلب كثيراً من الانتباه ولا يقدم مكافأة مجزية، وقد تشعر بالملل بسبب نشاط يحتاج إلى القليل من الانتباه لكنَّك لن تبذل مجهوداً كبيراً لإنجازه، وبالمقابل، من الممتع أن تقوم بنشاط يتطلَّب كثيراً من الانتباه لكنَّه يقدم مكافأة مجزية.

يمكن الجزم وفقاً للمبادئ المذكورة آنفاً بأنَّ التعلُّم الفعال لا يحدث عندما تكون مستويات الانتباه متدنية، كما يمكن زيادة متعة التعلم عن طريق تضخيم المكافأة الناجمة عنه، وتزداد متعة التعلم وينخفض مستوى الإحباط والملل عندما تكون النتائج مجزية.

زيادة متعة عملية التعلم:

فيما يأتي 5 خطوات لزيادة متعة التعلم:

أولاً: رفع معدل النجاح

تجربة التعلم هي سلسلة من مشاعر المتعة وخيبات الأمل، ويمكن فهم هذه التقلبات عن طريق النظر في نشاط مراجعة البطاقات التعليمية، فقد تبين أنَّ الإجابات الصحيحة تؤدي إلى زيادة مستوى اهتمام الفرد بالتعلم، في حين تتسبب الخاطئة في تفاقم شعوره بالإحباط.

من ثم يعتمد مستوى المتعة في أثناء مراجعة البطاقات على طبيعة الإجابات، إذ تصبح المهمة شاقة وصعبة عندما ترتكب عدة أخطاء على التوالي كما تبدأ مراكز التحفيز في الدماغ بالبحث عن مصادر التشتيت في هذه الحالة، أما إذا كانت جميع إجاباتك صحيحة ولم تواجه صعوبة في مراجعة البطاقات، فإنَّ العملية لن تتطلب كثيراً من الانتباه، وستؤدي إلى شعورك بالملل والتشتت، ويفضِّل الدماغ في هذه الحالة استثمار القدرة على الانتباه في نشاط آخر.

يقتضي الحل أن تضبط ظروف الدراسة، بحيث تكون معظم إجاباتك صحيحة، والبقية خاطئة حتى لا تفقد اهتمامك بالنشاط، وهنا يبرز التساؤل الآتي: كيف يمكنك أن تتحكم في صعوبة النشاط؟ يتم ذلك عن طريق ترتيب المهام على مقياس متدرج من حيث الصعوبة.

كيفية ترتيب المهام على مقياس متدرج من حيث الصعوبة:

1. الاستعانة بالمراجع تارة وعدم الاستعانة بها تارة أخرى:

لا يوجد أسهل من العمل على حل مسألة ما عن طريق تطبيق خطوات مثال مشابه محلول وموجود أمامك، فتزداد صعوبة الدراسة عند العمل على حل مسألة جديدة دون الاستعانة بالمراجع اللازمة، ومن ثم عليك أن تستعين بالمراجع خلال الدراسة بحيث تنجح في حل معظم المسائل، وأن تحل بعض المسائل دون الاستعانة بها لكي تترك مجالاً للصعوبة والإخفاق حتى لا تفقد اهتمامك بالنشاط الدراسي.

2. دراسة المواد والمسائل من الأبسط إلى الأعقد:

تتألف المسائل المعقدة من عدة عناصر، بحيث يتكون الحل النهائي من جمع الإجابات الجزئية، ومن ثم يمكن زيادة معدل النجاح عن طريق تقسيم المسائل المعقدة إلى عناصر جزئية بسيطة، ولكن إذا كانت هذه الأجزاء سهلة جداً، عندئذٍ عليك أن تنتقل لمسألة أكثر تعقيداً لكي تستعيد انتباهك.

3. تغيير معايير النجاح:

عندما تعمل على حل مسألة لها حلول متفاوتة في درجة الصحة، عندئذٍ يمكنك أن تضبط مستوى الصعوبة عن طريق تغيير معيار الدقة في الحل المطلوب.

4. ضبط التوقيت:

تزداد صعوبة المهمة عند فرض فترة زمنية قصيرة لتأديتها، لكنَّها تصبح أسهل عند غياب القيود الزمنية الصارمة، وإنَّ قدرة الإنسان على زيادة الحافز في أثناء الدراسة هي محدودة في غالب الأحيان، ولا يمكن تحقيق الاستفادة الكاملة من أدوات تصميم ألعاب الفيديو في جعل عملية الدراسة ممتعة مثل تجريب الألعاب الجديدة، ولكن تساعد هذه الأفكار على تخفيض مستوى الإحباط وزيادة متعة العمل على تأدية المهام.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب تفسر أهمية التعليم المنزلي لأطفالك

  

ثانياُ: تقديم المكافآت الدورية

كشفت نتائج أبحاث علم النفس أنَّ المكافآت الخارجية يمكن أن تؤدي إلى تخفيض مستوى الدافع الداخلي في بعض الحالات، فقد تبين أنَّك إذا دفعت أجراً لشخص ما لإنجاز مهمة معينة ثم توقفت عن الدفع له، فإنَّ متعته في إنجاز المهمة ستتضاءل أو ربما يرفضها رغم أنَّها من المهام التي يحب إنجازها دون مقابل؛ وهذا لا يعني أنَّك لا يجب أن تستخدم المكافآت الخارجية على الإطلاق، بل ينبغي أن تستفيد منها في زيادة اندماج الفرد واهتمامه بالمهام التي لا تسترعي دافعه الداخلي.

يمكن أن تشمل المكافأة تناول قطعة حلوى بعد إنهاء كل مسألة من الواجبات المنزلية، في حين تقتضي أنظمة المكافأة الأخرى أن تمنح نفسك عدداً معيَّناً من النقاط على كل إجابة صحيحة عند مراجعة البطاقات التعليمية أو إنهاء جزء من الكتاب الدراسي.

إذا كانت المكافآت الخارجية تطغى على الدافع الداخلي، فلا يُنصَح باستخدامها عندما يكون الهدف هو بناء الدافع لإنجاز النشاط بلا مكافآت، ولكن يمكن استخدامها لزيادة المتعة إذا كان النشاط الدراسي بحد ذاته وسيلة ضرورية لتحقيق شيء مجز أكثر.

ثالثاً: إقصاء مصادر التشتيت

تنص نظرية تكلفة الفرصة البديلة على أنَّ تقييم الفرد لمقدار الجهد المطلوب لإنجاز مهمة ما يعتمد على عدد وطبيعة النشاطات البديلة المتاحة أمامه؛ وهذا يعني أنَّ درجة صعوبة الدراسة لا تتعلق بطبيعة المهمة فحسب، بل تتأثر أيضاً بالنشاطات الأخرى المتاحة في تلك اللحظة والتي تغري الفرد بممارستها باستخدام قدرته المحدودة على الانتباه.

أصبحت بيئة الدراسة في العصر الحديث مليئة بمصادر تشتيت الانتباه التي تقدم مجموعة متنوعة من المكافآت الفورية التي لا تحتاج إلى بذل مجهود مثل متابعة المنشورات ومقاطع الفيديو المسلية على منصات التواصل الاجتماعي، والهواتف المحمولة هي مصدر مستمر لتشتيت الانتباه في الوقت الحالي.

التخلص من مصادر التشتيت هو الخطوة الأولى لزيادة متعة الدراسة، فتزداد سهولة التركيز على المهمة عند إقصاء مصادر التشتيت مثل الهاتف المحمول، والحاسوب، والأصدقاء، والتلفاز، ويساعد الاعتياد على الدراسة بهذه الطريقة على زيادة القدرة على التركيز نتيجة غياب مصادر التشتيت.

رابعاً: التخلص من الصعوبات التي تعوق تأدية المهام

تؤدي بيئة الدراسة إلى فرض العديد من الصعوبات والمكافآت المستقلة عن المهمة بحد ذاتها؛ لذا فكر بالصعوبات التي تتعرض لها عند إعداد بيئة الدراسة ولتكن العثور على الكتاب، وترتيب المكتب وتنظيفه، والبحث عن كرسي مريح، والضجيج الصادر عن الغرفة المجاورة وما إلى ذلك.

يمكن تعريف مصادر الإزعاج على أنَّها العقبات التي تتسبب في زيادة صعوبة تأدية المهام والحاجة إلى بذل مزيد من المجهود، وقد تبين أنَّ الحد من هذه العوائق يؤدي إلى زيادة متعة الدراسة.

خامساً: إضفاء المعنى والهدف على النشاط الدراسي

لقد ركَّزت جميع الاقتراحات السابقة على العناصر الخارجية مثل معدل النجاح، والمكافآت المادية، ومصادر التشتيت والمغريات في البيئة المحيطة، والصعوبات، وقد تبين أنَّ الطالب يستطيع التحكم بهذه العوامل بسهولة.

لا يتعلق مستوى المتعة في أثناء تأدية النشاط الدراسي بالتغيرات في الصعوبة والسهولة فقط، بل إنَّه يعتمد على الهدف من النشاط والمعنى الذي يضفيه الفرد عليه.

غالباً ما تكون النشاطات الدراسية والتعليمية مملة لأنَّها لا تبدو هادفة، ولا يتسنى للفرد أن يدرك المعنى والفائدة من دراسة هذه المعلومات لأنَّه لا يعرف تطبيقاتها في الحياة العملية؛ لهذا السبب يبدو النشاط الدراسي واجباً مملاً مفروضاً على الفرد.

معوقات إضفاء المعنى والهدف من المعلومات:

1. تعتمد أهمية المعلومة على علاقتها مع بقية المعلومات:

يزداد اهتمام الفرد بموضوع ما كلما جمع مزيداً من المعلومات عنه، وتصبح المعلومات الجديدة مكمِّلة للأساس المعرفي الموجود مسبقاً، وقد يؤدي هذا الوضع إلى نشوء حالة يُطلَق عليها اسم “كاتش-22″؛ وهي معضلة تضطر الفرد إلى بذل جهده في تعلم شيء قبل أن يدرك أهميته.

2. ضرورة البداية من الصفر لبلوغ مرحلة الإتقان:

أحياناً تكون المشاريع الهادفة التي ترغب في تحقيقها صعبة المنال، وقد تضطرك إلى بدء التعلم من الأساسيات حتى لو لم تكن العملية ممتعة، وهنا عليك تعلم بعض الحيل لبناء الدافع الذي يساعدك على تجاوز هذه المرحلة من التعلم.

3. عدم وجود تطبيقات عملية للمعلومات المكتسبة في الوقت الحالي:

تبرز هذه الحالة عندما لا تكون بحاجة إلى استخدام المعلومات في الوقت الحالي مثلما يحدث عندما تتعلم اللغة الفرنسية قبل عدة أشهر من موعد السفر على سبيل المثال، وثمة دافع قوي للتعلم في مثل هذه الحالات، ولكن طول المدة لتحقيق النتيجة المرجوة يؤدي إلى فتور همة الفرد وفقدان اهتمامه بالمهمة بحد ذاتها، ولقد وجد الباحثون أنَّ المهلة الطويلة لبلوغ الهدف هي العامل الأساسي المسبب للتسويف.

3 خطوات لإضفاء المعنى على النشاطات الدراسية:

1. الاطلاع على مزيد من المعلومات عن المهارات والمعارف التي تحاول اكتسابه:

يساعد البحث عن المادة الدرسية على تكوين فكرة شاملة عن فائدتها، وتقدير أهميتها، ومعرفة تطبيقاتها العملية، وزيادة متعة التعلم.

2. الجمع بين المعرفة النظرية والتطبيقية:

يؤدِّي القيام بمشاريع برمجة عملية، وإجراء محادثات واقعية لتعلم اللغة، وتطبيق التجارب الكيميائية إلى بناء الدافع اللازم للاستمرار في عملية التعلم.

3. إيجاد أصدقاء ومنتديات مهتمة بالمهارة التي تتعلمها:

تساعد الروابط الاجتماعية على إضفاء المعنى على النشاطات الدراسية، أي يصبح التعلم نشاطاً ممتعاً بصحبة الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى