كيف تساعد طفلك على التركيز في الدراسة؟
هذا الأمر قد يؤدي إلى مشكلات مستقبلية من الإهمال وانعدام الثقة بالنفس والفشل، وغيرها من المشكلات النفسية الأخرى التي قد تنعكس على نفسية طفلك؛ ولهذا سنجيبك من خلال مقالنا عن تساؤل كيف تساعد طفلك على التركيز في الدراسة.
طرائق لمساعدة طفلك على التركيز في الدراسة:
يمكنك أن تبدأ منذ اليوم في تطبيق طرائق لمساعدة طفلك على التركيز في الدراسة، ومع مرور الزمن يمكن له أن يعتاد على هذه الطرائق فتعود عليه بالنفع ويصبح شخصاً قادراً على فصل نفسه عن المشتتات والبقاء مركزاً في دراسته أو ما يقوم به.
لا تستغرب أن يكون ابنك نفسه منزعجاً من كونه لا يمتلك قدرة التركيز ويضيع وقته كله محاولاً إنجاز مهمة بسيطة أنجزها أقرانه قبله بزمن، إليك فيما يأتي بعض من هذه الطرائق:
1. تقسيم الواجبات:
تتطلب منك المهمة الكبيرة كثيراً من التركيز إن كنت شخصاً بالغاً فكيف إن كنت طفلاً صغيراً عقله مليء بالخيال والأفكار، وجسده مليء بالطاقة التي يريد تفريغها في اللعب والتسلية؟
لذا إن كان طفلك لديه كثير من الواجبات المدرسية والوظائف، سيتطلب منه الأمر كثيراً من الانضباط؛ لذا اعمل على تقسيم الواجبات الكبيرة إلى واجبات أصغر، وخصص فواصل زمنية قصيرة للاستراحة ما بين الواجبات.
كما يمكنك تطبيق هذه الطريقة على المهام المنزلية أو غيرها من الأمور الواجب على طفلك القيام بها، فهي تساعده على التركيز في الدراسة، وتجعله قادراً على اكتساب قدرات جديدة من دون أن يشعر بذلك، وسوف يمنحه ذلك شعوراً بالتطور والتقدم المستمرين.
2. الانتباه إلى نوعية غذاء طفلك:
يغفل الآباء بشكل كبير عن نوعية الغذاء التي يقدمونها لأطفالهم مع أنَّ الانتباه إلى نوعية غذاء طفلك سيحل جزءاً كبيراً من المشكلة التي يعاني منها طفلك بخصوص قلة التركيز، فقد أثبتت بعص الدراسات أنَّ سوء التغذية يؤدي إلى مشكلات في التركيز لفترات طويلة.
مثلاً عندما يكون غذاء طفلك غنياً بالسكر والدهون غير الصحية، سيحد ذلك قدراته العقلية، ويمكنك عوضاً عن ذلك استبدال هذه الأطعمة بالحليب والبيض والسمك واللحوم والمكسرات والشوفان والسبانخ وما إلى ذلك.
كما أنَّ الأحماض الدهنية والأوميغا 3 تساعد طفلك على التركيز في الدراسة، كما يسبب فقدان المعادن الضرورية والصوديوم تغيرات شديدة في الانتباه والتركيز، واحرص بشكل دائم أن يشرب طفلك كميات كافية من المياه يومياً، ليس فقط خلال فصل الصيف بل على مدار العام.
إياك أن تجعل نمط الوجبات السريعة والمشروبات الغازية هو نمط حياة طفلك؛ وإلا ستعاني بشكل دائم من فقدان قدرته على التركيز والنعس وقلة الطاقة الدائمة غير المبررة.
3. إبعاد المشتتات عن طفلك:
يحفظ بعض الأطفال دروسَهم إلى جانب التلفاز أو يشغِّلون أغنية صاخبة ويحاولون حل واجباتهم، فنجدهم دائماً قليلي الانتباه وتركيزهم قليل؛ لأنَّهم يحاولون الانتباه إلى التلفاز وإلى الدرس في نفس الوقت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الهواتف أو الموبايلات وغير ذلك.
من الأخطاء الشائعة عند الأطفال هو دراستهم في غرفة المعيشة التي يجلس فيها جميع أفراد الأسرة، أو في المطبخ مثلاً؛ لذا يجب عليك أن تعلِّم طفلك أن يكون لديه مكانه الخاص للدراسة في مكان هادئ، والعمل على إبعاد المشتتات عنه؛ لأنَّ هذه الطريقة تساعده على التركيز في الدراسة بوضوح، وتسهم في سرعة إنجازه وإتمامه للمهام المطلوبة منه في الوقت المحدد.
شاهد بالفديو: 6 نصائح مهمة لمن يعاني من قلة التركيز أثناء الدراسة
4. إدخال طفلك في نشاطات يحبها:
يعد إدخال طفلك في نشاطات يحبها من أروع الطرائق التي تساعده على التركيز في الدراسة، خاصة عندما تدخله في نشاطات يحبها وتساعد على تصور التمرينات والألعاب التي يحبها.
على سبيل المثال، قد تزيد بعض الألعاب مثل الشطرنج أو التفكير الناقد وتركيب البازل ولعب الذكاء وحل الألغاز زيادة ملحوظة من قدرات طفلك العقلية، وتساعد على زيادة تركيزه؛ كونها تشده إلى حلها بطريقة ممتعة.
للأطفال الأصغر عمراً يمكنك أن تلعب معه لعبة تخمين الشكل وترتيب الأحرف بالمقلوب أو العد تنازلياً، وغيرها من الألعاب التي تسبب ما يُعرف بالعصف الذهني لدى الأطفال، كما أُثبِتَت فاعلية الرسم والتلوين بوصفها إحدى أهم طرائق التركيز وأكثرها فاعلية.
5. تخصيص وقت محدد للدراسة:
يستغرق طفلك يومياً وقتاً معيناً ليستغرق في التركيز؛ لذلك يساعد تخصيص وقت محدد للدراسة طفلك على التركيز في الدراسة كل يوم في ذلك الوقت بالتحديد، وعندما تأتي الساعة المخصصة للدراسة سيبذل جهداً أقل من المتوقع في التركيز، إذ إنَّه سيعرف أنَّ هذا وقت حل الواجبات وسيكون تلقائياً مستعداً لذلك.
إقرأ أيضاً: 6 نصائح لزيادة تركيز الطفل قبل العودة للمدرسة
6. المحافظة على عدد ساعات النوم:
تعدُّ تقنية المحافظة على عدد ساعات النوم طريقة هامة تساعد طفلك على التركيز في الدراسة بشكل كبير، خاصة عند التأكد من حصوله على وقت كافٍ للراحة، فهذا سيحل جزءاً كبيراً من معاناة التشتت وعدم التركيز.
احرص على أن ينام طفلك باكراً مهما كان وضعك في المنزل، فلا تؤجل نومه لأجل ضيف أو زيارة لمكان ما، واجعل وقت نومه مقدساً وفي وقت محدد يومياً، وأمِّن له الهدوء الكافي ولا تعطِه المنبهات أو السكريات التي تزيد من نشاطه قبل النوم.
7. أسلوب المكافآت:
عند الانتهاء من المهام الصعبة والمعقدة ساعد طفلك على التركيز في الدراسة؛ وذلك من خلال تشجيعه وتطبيق أسلوب المكافآت معه، ولا تجعل المكافأة تنحصر في الأمور المادية فقط، بل احرص على جعلها معنوية تارة ومادية تارة، ولا تجعل تقديم الحلويات والطعام السريع غير المفيد من طرائق المكافأة؛ فبذلك لا تشجع طفلك على أن يتخلص من عدم التشتت؛ وإنَّما تزيد من مشكلته سوءاً.
لا مانع في أخذ طفلك للحديقة أو لمكان يحبه بوصفها إحدى طرائق المكافأة، وبذلك تكون قد شجعت الطفل على التخلص من الطاقة الزائدة، وكذلك تزيد من تركيزه مستقبلاً لأنَّه يكون متحمساً لتأخذه إلى هذه النزهة في كل مرة ينهي دراسته بسرعة.
أسباب عدم قدرة طفلك على التركيز في الدراسة:
مشكلة التركيز كما ذكرنا آنفاً لا تعني أنَّ الأطفال ليسوا أذكياء أو غير جديين أو غير مهتمين، ولكن قد تعني أنَّ الطفل يرغب بالتركيز على المهمة المطلوبة منه لكنَّه لا يستطيع، وقد يكون السبب بسيطاً مثل الجوع أو النعس أو انشغال التركيز في أمر ما.
قد يرجح السبب أيضاً إلى إصابة طفلك باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وهو سبب شائع جداً بين الأطفال مؤخراً، وإليك بعض أسباب عدم قدرة طفلك على التركيز في الدراسة:
1. القلق والتوتر:
يصف بعض الخبراء أنَّ إصابة الأطفال بالقلق والتوتر قد تكون ناجمة عن بعض المشكلات العائلية كسفر أحد أبويه أو فقدانه أو انفصال أبويه أو معاناته من بعض المشكلات الخاصة التي قد تسبب حالة تسمى (حبس الدماغ)، فهذا يجعلهم يشعرون دوماً بأنَّهم ليسوا ذوي كفاءة أو أفضلية كالآخرين، فيجعلهم ذلك مشتتين دوماً ويحد من قدرتهم على التركيز في الدراسة.
2. المعاناة من صعوبة التعلم:
تتمثل المعاناة من صعوبة التعلم مثلاً في عدم قدرة الطفل على القراءة أو ما يُعرف بعسر القراءة غير المشخص، وهو أحد أسباب عدم قدرة طفلك على التركيز في الدراسة، كونه يسبب للطفل الإحباط والخجل بسبب عدم قدرته على فعل ما يفعله أصدقاؤه الآخرون، وهذا يسبب له الشرود خلال الدرس وقلَّة التركيز بسبب عدم رغبته في التفكير بما يجعله حزيناً ومحبطاً.
3. صعوبة في تنفيذ المهام الموكلة إليه:
عندما يجد طفلك صعوبة في تنفيذ المهام الموكلة إليه كأن تكون أكبر من عمره أو طويلة؛ فمثلاً يكون الواجب المدرسي معقداً وغير مفهوم بالنسبة إليه، أو عندما تكون لديه عدة واجبات صعبة في يوم واحد، سيسبب ذلك عدم قدرته على التركيز في الدراسة والتشتت الدائم بسبب الملل ومحاولة عقله البحث عن شيء أكثر متعة وتسلية مما هو مفروض عليه فعله.
الطفل ليس كما نحن البالغين نؤدي المهام المطلوبة مهما بلغت صعوبتها سواء أحببنا أم لا، وللتعامل مع هذه المشكلة قسِّم الدراسة وقدِّم له الهدايا عندما ينجز مهمة صعبة وشجِّعه دائماً عندما يفشل بدلاً من توبيخه ومعاتبته.
في الختام:
لا بدَّ أنَّك وجدت في مقالنا عن كيف تساعد طفلك على التركيز في الدراسة بعض الأخطاء التي وقع بها طفلك وجعلته مشتتاً وقليل التركيز؛ لذا اسع فوراً لتصحيحها ولا تنتظر طويلاً، فكلما حللت المشكلة باكراً، جعلت طفلك أكثر ثقة بنفسه ونجاحاً في المستقبل.