تنمية الوعي الاقتصادي لطلاب التعليم الثانوي الفني بمصر
ولذا فإن النمو الاقتصادي، وإن كان مطلبًا ومستهدفًا وجوده، فهو لتحقيق التنمية البشرية؛ لإعداد أفراد قادرين على مواكبة التطورات الاقتصادية الحالية والتكيف مع التطورات الاقتصادية المستقبلية غير المتوقعة، مثل: التحويلات المالية، وإيداع الشيك على الهاتف الذكي، والبيع والشراء عبر التجارة الإلكترونية، والتداول عبر الإنترنت.
يتناول ملخص البحث التالي “أهمية تنمية الوعي الاقتصادي لطلاب مدارس التعليم الثانوي الفني بمصر على ضوء بعض الاتجاهات العالمية المعاصرة، مع الأخذ بعين الاعتبار للنموذجين الأمريكي والألماني اللذين يحرصان على تنمية الوعي الاقتصادي لطلابهما في مراحل التعليم الفني وتسليط الضوء عليهما”.
المحور الأول: المقصود بتنمية الوعي الاقتصادي لدى أفراد المجتمع
أولاً: مفهوم الوعي الاقتصادي
تُعد ثقافة الوعي الاقتصادي أحد أهم المكتسبات المطلوبة، خاصة خلال الظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها المجتمعات والدول، ذلك لأنها تساهم في الإدارة الجيدة للموارد وتوظيفها والاستثمار بها فكرياً ومعنوياً، وصولًا إلى الاستقرار الاقتصادي الشامل.
بينما سيخلق غياب هذا الوعي العديد من المشكلات، مثل عدم الاستقرار وعدم مواكبة المتغيرات التقنية، وهو ما يحتم أهمية رفع مستويات الوعي الاقتصادي ومسؤولياته تجاه الحاضر والمستقبل.
تعريف الوعي الاقتصادي:
1. من منظور المفوضية الأوروبية (2015):
هو الأسلوب الذي يستطيع الناس من خلاله فهم أفضل للعمليات في المجالات الاقتصادية، ويمكّنهم من خلق طرق بديلة للتفكير والتصرف بحيث تتحسن مكانتهم في حياتهم اليومية وفي سوق العمل وكمواطنين.
2. من منظور أشرف دويدار (2018):
هو تربية منظومة القيم الاقتصادية لدى الطلاب، مثل قيمة الادّخار، وترشيد الاستهلاك، والعمل، والتكافل الاجتماعي والزكاة، والإتقان والجودة، وغير ذلك من قيم الاقتصاد.
ثانياً: أهمية الوعي الاقتصادي
يسعى علم الاقتصاد إلى تلبية احتياجات البشرية التي تكون نادرة دائمًا، مما يتطلب الاختيار وتحديد ما يجب القيام به.
وتتجلى أهمية تنمية الوعي الاقتصادي في النقاط التالية:
1. مساعدة الأفراد في اتخاذ الخيارات الاقتصادية الرشيدة:
يواجه جميع الأشخاص قرارات صعبة كل يوم، مثل كيفية استخدام الدخل، واحتياجات الفرد ورغباته. يساعد الوعي الاقتصادي في اتخاذ أفضل الخيارات في ظل الموارد المحدودة.
2. نشر المعرفة الاقتصادية:
لا يقتصر الوعي الاقتصادي على الفرد فقط، بل يمكنه نقل ما تعلمه إلى الآخرين، مما يساهم في نشر الوعي على نطاق أوسع.
3. تحسين جودة الموارد البشرية:
تؤدي المعرفة الاقتصادية العالية إلى سلوك ذكي اقتصادياً، مما يُحسّن من جودة الموارد البشرية ويساهم في تنمية المجتمع.
ثالثاً: أشكال الوعي الاقتصادي
تتعدد أشكال الوعي الاقتصادي، ونذكر منها:
1. الوعي بطبيعة وخصائص المشكلة الاقتصادية:
إدراك أن حاجات الإنسان ورغباته تتزايد بصورة مستمرة بينما الموارد محدودة، مما يخلق مشكلة اقتصادية تتطلب الاختيار.
2. الوعي بطبيعة العلاقات الاقتصادية الدولية:
فهم الأنشطة الاقتصادية التي تقوم بين الدول، مثل التجارة الدولية والاستثمار الدولي، وكيفية تأثيرها على النظام العالمي.
3. الوعي بطبيعة علم الاقتصاد:
فهم كيفية استخدام الموارد المحدودة لإشباع حاجات الإنسان ورغباته، و إيجاد حلول لتوزيع الموارد على الاستخدامات المتعددة.
4. الوعي بواقع اقتصاد الدولة:
فهم العوامل المؤثرة على معدلات النمو الاقتصادي، مثل جذب رؤوس الأموال، وتحسين دخل الأفراد، ورفع مستوى معيشتهم.
5. الوعي بالموازنة العامة للدولة:
فهم أداة وزارة المالية لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، وفهم خطط الوزارة لمواجهة التحديات وتحقيق مستقبل أفضل.
6. الوعي بطبيعة وخصائص اقتصاد السوق والدخل:
فهم كيفية حساب الربح من العملية الاستثمارية والإنتاجية، وتحقيق أقصى ربح ممكن.
شاهد بالفديو: أكبر 5 تحديات في الاقتصاد العالمي الجديد وطرق مواجهتها
من مظاهر اقتصاد المعرفة في الولايات المتحدة الأمريكية:
1. برنامج التخطيط المالي للمرحلة الثانوية:
- High School Financial Planning Program
- منهج مجاني وشامل وأساسي للتمويل الشخصي.
- مصمم لتنمية المهارات المالية الشخصية للطلاب من 13 إلى 19 عاماً.
- وصل إلى أكثر من 11.5 مليون طالب منذ عام 1984.
- يتكون من 6 وحدات:
- إدارة الأموال.
- الاقتراض.
- الربحية.
- الاستثمار.
- الخدمات المالية.
- التأمين.
2. برنامج توظيف الشباب الصيفي:
- Summer Youth Employment Program
- أكبر برنامج لتوظيف الطلاب في الولايات المتحدة.
- يربط طلاب مدينة نيويورك (14-24 عامًا) بفرص الاستكشاف الوظيفي وخبرة العمل المدفوعة.
- يهدف إلى تزويدهم بخبرات ومهارات:
3. شبكة تعليم ريادة الأعمال:
- Network for Teaching Entrepreneurship
- منظمة عالمية غير ربحية.
- توفر تعليمًا جيدًا لريادة الأعمال لطلاب المدارس الثانوية في المجتمعات منخفضة الموارد.
- يتعلم فيها الطلاب التفكير والتصرف مثل رواد الأعمال.
- مهارات:
- المبادرة.
- المرونة.
- التكيف.
- التعاون.
- الإبداع.
- الابتكار.
- اقتناص الفرص.
- التوجه نحو المستقبل.
المحور الثاني: نماذج الرقمنة في التعليم الفني بألمانيا
من مظاهر الرقمنة في التعليم الفني بألمانيا:
1. مشروع الطائرات بدون طيار (Fly VET Up):
- يهدف إلى غرس ثقافة استخدام الطائرات بدون طيار لدى الطلاب وتعزيز فرص العمل والتنمية الاجتماعية والتعليمية والشخصية.
- يطور المنهج الدراسي والمواد التدريبية لاستخدام الطائرات بدون طيار في تسليم الطرود.
- يهدف إلى زيادة الوعي حول إمكانيات استخدام الطائرات بدون طيار في مختلف الصناعات وتعزيز التوجه التكنولوجي.
2. مصانع التعلم (Learning Factories):
- محاكاة تعليمية للمصانع الذكية لتأهيل الطلاب كعمال مهرة في المستقبل في بيئات عمل أصيلة ومترابطة.
- تعزز الكفاءة وتطور الكفاءات التقنية والكفاءات الأخرى ذات الصلة بالصناعة 4.0.
3.مشروع روبوت للجميع (Robot 4 All):
- يهدف إلى إنشاء مجموعة أدوات وحزمة تعليمية لمعلمي التعليم والتدريب المهني لدعمهم في تعزيز مهارات البرمجة والروبوتات.
- يربط إنشاء الأدوات التعليمية باحتياجات سوق العمل الألماني.
4. المساعد الرقمي للمعلمين (Fiplor- Designing Lessons):
- يدعم المعلمين في تخطيط وتنظيم ملفات الدروس.
يقترح عناصر مناسبة للتدريس ويقلل من الوقت والجهد المبذول في إعداد الدروس.
يمكن تحميل بحث “تنمية الوعي الاقتصادي لطلاب مدارس التعليم الثانوي الفني بمصر على ضوء بعض الاتجاهات العالمية المعاصرة ” من خلال الرابط هنا.
إعداد: محمد أمين حسن عثمان.