Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

من هو ابراهيم طوقان؟ نسبه وحياته وشعره


تميَّز شعره بالوضوح والمباشرة، وابتعد عن التجريد والرمزية، ليصل إلى كل مواطن عربي، وتغنَّى “طوقان” بقضايا أمته العربية، وناضل ضد الاستعمار البريطاني، وخلَّد اسمه بقصائد خالدة مثل “موطني” التي أصبحت النشيد الوطني لـ “فلسطين”.

سنغوص في هذا المقال في حياة “إبراهيم طوقان”، ونستكشف عدداً من خبايا شعره، فانضموا إلينا في رحلة عبر صفحات حياة هذا الشاعر العظيم، واكتشفوا سحر إبداعه وجمال شعره.

نبذة عن إبراهيم طوقان:

“إبراهيم عبد الفتاح طوقان” شاعر فلسطيني وُلد في مدينة “نابلس” عام 1905م، وتميز شعره بالوطنية والروح الثورية ضد الاحتلال البريطاني لـ “فلسطين”.

تلقَّى تعليمه الابتدائي في مدرسة “الرشيدية” في “القدس”، وأنهى دراسته الثانوية بمدرسة “المطران” في الكلية الإنجليزية في “القدس” عام 1919م، والتحق بالجامعة الأمريكية في “بيروت” عام 1923م لدراسة الآداب، وتميز بنشاطه في قسم المحاضرات الأدبية.

تميز شعره بمحاربة الظلم والاستعمار، ودعوة العرب إلى الوحدة والتضامن، ومن أشهر قصائده الوطنية “موطني”، وكتب في مختلف الأغراض الشعرية، من غزل ووصف ورثاء وفلسفة.

لم ينشر “إبراهيم طوقان” خلال حياته مجموعة شعرية في كتاب، ولكنَّ مريدوه جمعوا بعد موته أشعاره ونشروها مرات عدة تحت عنوان “ديوان إبراهيم طوقان”.

تزوج من “سامية عبد الهادي” عام 1937م، وأنجب منها “جعفر” و”عُريب”، وعانى من مرض السل الذي أدى إلى وفاته عام 1941م في “القدس” عن عمر يناهز 36 عاماً.

يُعَدُّ “إبراهيم طوقان” من أهم شعراء العربية الحديثين، وله تأثير كبير في الأجيال اللاحقة من الشعراء، وما تزال أشعاره تُغنى حتى يومنا هذا، وتُعَدُّ رمزاً للوطنية والمقاومة.

حياة إبراهيم طوقان:

واجه “إبراهيم طوقان” مضايقات من قِبل السلطات البريطانية بسبب شعره الوطني، فسافر إلى “العراق” عام 1939 م للعمل مُدرساً، ولكنَّه عاد إلى “فلسطين” بعد فترة قصيرة بسبب تفاقم مرضه.

شعر إبراهيم طوقان:

1. قصيدة “وَداعاً سأَقتل هَذا الهَوى”:

وَداعاً سأَقتل هَذا الهَوى

وَأَدفنه في ضُلوع السِنين

أَردُّ رَسائلك الباكيات

فَرُدِّي رَسائل قَلبي الحَزين

وَلَكن تَعالَي أَلم تغدري

وَداعاً سَأَسحق تِلكَ المُنى

وَأَنسفها بَدداً في الفَضا

سَأَهزَأ بِالعشق وَالعاشقين

وَأَذهب مُستهتراً بِالقَضا

وَلَكن تَعالَي أَلم تغدري

وَداعاً وَهَيهات أَن نَلتَقي

فَما أَنا بَعدُ المُحب الحَبيب

أَطيعي ذَويك بِما يَشتَهون

فَإِن لَهُم فَوقَ حَق الغَريب

وَلَكن تَعالَي أَلم تغدري

2. قصيدة “بيضُ الحمائم حسبهنَّهْ”:

بيضُ الحمائم حسبهنَّهْ

أنِّي أُردِّدُ سجعهنَّهْ

رمزُ السلامة والوداعة

منذ بدءِ الخلق هُنَّه

في كلِّ روض فوق دانيةِ

القطوف لهنَّ أنَّهْ

ويملْنَ والأَغصانَ ما

خَطَرَ النسيمُ بروضهنَّه

فإذا صلاهنَّ الهجير

هببْنَ نحو غدير هنَّه

يهبطن بعد الحومْ مثل

الوحي لا تدري بهنَّه

فإذا وقعن على الغديْر

ترتبتْ أسرابهنَّه

صفَّيْن طول الضِّفَّتين

تعرَّجا بوقوفهنَّه

كلٌّ تقبِّلُ رسمَها

في الماءِ ساعةَ شُربهنَّهْ

يطفئنَ حرَّ جسومهننَ

بغمسهنَّ صدورهَنَّه

يقعُ الرَّشاشُ إذا انتفضْنَ

لآلئاً لرؤوسهنَّه

ويطرْنَ بعد الابتراد

إلى الغصونِ مهودهنَّه

تُنبيك أجنحةٌ تصففق

كيف كان سرورهنَّه

ويُقر عينَكَ عبثهنن

إذا جَثَمْن بريشهنَّه

وتخالهنَّ بلا رؤوس

حين يُقبلُ ليلهنَّه

أَخفَينها تحت الجناح

ونمن ملءَ جفونهنَّه

كم هجنني ورويتُهن

هنَّ الهديلَ فديتهنَّه

المحسناتُ إلى المريض

غدونَ أشباهاً لهنَّهْ

الرَّوض كالمستشفياتِ

دواؤها إيناسهنَّه

ما الكهرباء وطبها

بأجلِّ من نظراتهنَّه

يشفي العليلَ عناؤهن

وعطفهنَّ ولطفهنَّه

مُرُّ الدواء يشفيك حل

وٌمن عذوبة نطقهنَّهْ

مهلاً فعندي فارقٌ

بين الحمام وبينهنَّه

فلربما انقطع الحمائم

في الدُّجى عن شدوهنَّه

أمَّا جميلُ المحسنات

ففي النهار وفي الدُّجنَّه

3. قصيدة “سلامٌ عَليك وَلَو شَفَّني”:

سلامٌ عَليك وَلَو شَفَّني

مِن الوَجد وَاليَأس ما شَفَني

أُداري غَرامَك جهد الحَليم

فَما يَستَريح وَما أَنثَني

وَقَلبي كَما يَشتَهيه الهَوى

لِغَير جَمالك لَم يُذعن

خَفوقٌ ولَو شئتِ سَكَنته

وَلَو شاءَ غَيرك لَم يَسكن

سَقيم وَلَو شئت أَبرَأته

بِعَطفك من دائه المزمن

إِذا كُنت مِنهُ تِجاه اليَمين

يَخفُّ إِلى جانِبي الأَيمَن

أَلا إِنَّهُ مُرهق يَستَجير

فَتَرثي لَهُ أَدمُع الأَعين

خصائص شعر إبراهيم طوقان:

تميز شعر “إبراهيم طوقان” بعدد من الخصائص التي جعلت منه رمزاً بارزاً في الشعر العربي الحديث، ومن أهمها:

1. الوطنية:

اشتُهر “طوقان” بأشعاره الوطنية التي عبَّرت عن مشاعره تجاه وطنه “فلسطين” وظلمه من قِبل المحتل، ومن أشهر قصائده الوطنية “موطني”، و”معركة بلاط الشهداء”، و”في سبيل فلسطين”.

2. الوضوح والسهولة:

تميز شعر “طوقان” بالوضوح والسهولة؛ إذ استخدم لغة بسيطة ومباشرة يفهمها جميع الناس، وابتعد عن التعقيدات اللغوية والصور الشعرية الغامضة، وهذا جعل شعره قريباً من قلوب الناس.

3. القوة والجزالة:

تميز شعر “طوقان” بالقوة والجزالة؛ إذ استخدم ألفاظاً قوية ومعاني عميقة، وعبَّر عن مشاعره الوطنية بعنفوان وقوة، وهذا أثر في نفوس القراء تأثيراً كبيراً.

4. التنوع:

لم يقتصر شعر “طوقان” على الجانب الوطني فقط؛ بل تنوعت موضوعاته بين الغزل والرثاء والوصف والحكمة، وتميزت قصائده الغزلية بالعاطفة الجياشة والصور الجميلة، أما قصائده الرثائية فعبَّرت عن حزنه على فقيد الوطن، وتميزت قصائده الوصفية بدقة الوصف وجمال التصوير.

5. التأثير:

كان لشعر “طوقان” تأثير كبير في القراء العرب؛ إذ أثار فيهم مشاعر الوطنية والحماسة، وساعد شعره على نشر الوعي بالقضية الفلسطينية، وحشد الجماهير العربية لدعمها.

6. الخصائص اللغوية:

تميز شعر “طوقان” بالثراء اللغوي؛ إذ استخدم عدداً من الأساليب البلاغية مثل التشبيه والاستعارة والكناية، وتميز أيضاً بإيقاعه الموسيقي الجذاب، وهذا ساهم في سهولة حفظه وترديده.

إقرأ أيضاً: من هو أحمد شوقي؟

7. الرمزية:

استخدم “طوقان” الرمزية في شعره استخداماً كبيراً للتعبير عن مشاعره وأفكاره، ومن أشهر رموزه، فلسطين (المحبوبة)، والمحتل (الغريب)، والمقاومة (البطل).

يُعَدُّ “إبراهيم طوقان” من أهم شعراء العربية الحديثين، وله مكانة خاصة في قلوب العرب، كما تميز شعره بعدد من الخصائص التي جعلت منه رمزاً بارزاً في الشعر العربي، ونال إعجاب جميع الفئات العمرية والثقافية.

طلع الفجر باسما فتأمل

وفاة إبراهيم طوقان:

في يوم 2 من شهر أيار/ مايو عام 1941م ودَّعت “فلسطين” شاعرها الكبير “إبراهيم طوقان”، تاركاً وراءه إرثاً غنياً من الشعر الوطني الخالد، فقد عانى “طوقان” من أمراض القلب منذ صغره، وظلت صحته ضعيفة طوال حياته، واشتدت عليه وطأة المرض في عام 1940م، وهذا اضطره إلى السفر للعلاج في “العراق”.

لم تتحسن صحة “طوقان” في “العراق”، فعاد إلى “فلسطين” مريضاً منهكاً، ثم ازدادت حالته سوءاً وواجه صعوبة في التنفس، ثم فارق الحياة عن عمر يناهز 36 عاماً، تاركاً خلفه حزناً عميقاً في قلوب محبيه.

خلَّف موت “طوقان” فراغاً كبيراً في الساحة الشعرية العربية، وخاصةً في “فلسطين” التي فقدت أحد أهم أصواتها الوطنية، ولكنَّ شعره الوطني الخالد ظلَّ حياً في ذاكرة الفلسطينيين والعرب، وأصبح رمزاً للمقاومة والتمسك بالوطن.

لم يتم تشخيص مرض طوقان بدقة، لكن يُعتقَد أنَّه كان يعاني من مرض في القلب، ودُفن طوقان في مقبرة الشهداء في “نابلس، فلسطين”، وما تزال قصائده تُغنَّى حتى اليوم، وتُلهم الأجيال الجديدة على حب الوطن والمقاومة.

في الختام:

خلَّف “طوقان” إرثاً أدبياً غنياً تنوعت موضوعاته بين الوطنية والرثاء والوصف والغزل، وما تزال قصائده خالدةً في ذاكرة الفلسطينيين والعرب، وخاصةً قصيدة “موطني” التي أصبحت نشيداً وطنياً.

رحل “طوقان” عن عالمنا في سنٍّ مبكرة تاركاً خلفه إبداعات خالدة ساهمت في إثراء الأدب العربي، وخلَّدت اسمه بوصفه أحد أعظم شعراء “فلسطين”، وختاماً فإنَّ “إبراهيم طوقان” رمز للوطنية والنضال ومثال للشاعر المبدع الذي سخَّر شعره لخدمة قضية أمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى