Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

أجمل قصائد الطفولة لسليمان العيسى


وُلِد “سليمان العيسى” في قرية “النعيرية” حارة “بساتين العاصي” في عام 1921، وتلقَّى أوَّل دروسه الحياتيَّة تحت ظلِّ شجرة التوت التي كانت تغمرها أشعة الشمس، ومن قِبل أبيه الشيخ “أحمد العيسى”، الذي جعل منزله كُتَّاباً لأهل القرية، وغذَّى عقول أطفالهم بالمعرفة والحكمة، بدأ شاعرنا يستلهم من واقع الحياة وتجاربه الشخصية؛ ليصوغ قصائده التي تُظهِر معاني الوطنية والإنسانية، وتأثَّرت قصائده بالمشاهد الاجتماعية والسياسية التي شهدتها المنطقة، فرسمت كلماته لوحات تعبِّر عن قضايا العمَّال والشهداء والأمَّهات وبطولات الأجداد.

وجد “سليمان العيسى” نفسه يغوص في عالم الطفولة بعد “نكسة حزيران” التي هُزِمَ فيها العرب في عام 1967، فكانت أشعاره تتراقص على لسان الصغار، ملهمةً إيِّاهم، ومغذيَّةً لأحلامهم، ورافدةً لعقولهم، فلم يكتفِ بتوثيق تجاربه الشخصية ومعاناته الوطنية فحسب، بل بادرَ إلى إثراء عالم الطفولة بأفكاره وأحلامه، وهو يؤكِّد دائماً أنَّ الأمل يبدأ من خلال بناء الأجيال الجديدة التي تمثِّل خلاص الأمَّة ومستقبلها المشرق.

أجمل قصائد الطفولة للشاعر “سليمان العيسى”

تزخر دواوين الشاعر “سليمان العيسى” بالقصائد البديعة، والمقطوعات الجميلة، واحتلَّت قصائد الطفولة مكانة مرموقة لا يمكن تجاهلها في نتاجه الشعري، فلُقِّب ب “شاعر الطفولة”، وارتبطت هذه القصائد بذاكرة أجيال كاملة من العرب عامَّة والسوريين خاصَّة.

إليك أبرز قصائد الطفولة للشاعر “سليمان العيسى”:

قصيدة (حروفنا الجميلة)

ألفٌ باءُ تاءٌ ثاءُ   ***  هيَّا نقرأُ يا هيفاء

ألفٌ أبني باءٌ  بلدي *** بيدي بيدي أبني بلدي

تاءٌ تَعدو نحوي دعدُ ***  قالت: ماذا يأتي بعدُ؟

ثاءٌ ثمرُ طاب الثمرْ ***  جيمُ حاءٌ خاءٌ دالْ

هيَّا نُنشد يا أطفالْ *** جيمٌ جبلُ حاءُ حملُ

خاءُ خالي رَجلُ فِعال *** جاءَ الدَّال يا أطفال

قالَ: سلاماً ردَّت ماما *** ذالٌ راءْ زايٌ سينْ

سوفَ نكونُ المُنتصرين *** ذال ذهبوا    

زاي زارَ عمِّي الدَّارا ** حيَّيناه صافحناه **

قُلْنا: أهلاً يا عمَّاه

 

شينٌ صادٌ ضادٌ طاءْ ** بعد الطاء تجيء الظَّاء

غنِّي معنا يا لَمْياء *** عينٌ عينٌ قال حُسينُ

أنا مُجتهدُ نِعم الولدُ *** فاءٌ قافٌ يا صفصاف

لوِّح لوِّح يأتِ الكاف *** يلعبُ معنا يَرقصُ معنا

ما أذكانا ما أروَعنا *** بعد الكاف تجيء اللامْ

ما أحلى هذي الأنغامْ *** ميمٌ مُهرُ نون نَهرُ

مرَّ سريعاً هذا الشَّهرُ *** هاءٌ هندُ واو وعدُ

تكتبُ سلمى يقرأ سعدُ *** آخر حرفٍ يُدعى الياءْ

قولي معنا يا علياءْ ** يحيا الوطنُ ** نحن الوطن

 

قصيدة (ماما، ماما)

قصيدة (بابا، بابا)

مَامَا  مَامَا      يَا أَنْغَامَا

تملأ قَلْبي       بِنَدَى الحُبِّ

أنتِ نَشِيدِي     عِيدُكَ عِيدِي

بَسْمَةُ أُمِّي       سِرُّ وُجُودِي

أَنَا عُصْفُورٌ      مِلْءَ الدَّارِ

قُبْلَةُ مَامَا        ضَوْءُ نَهَارِي

أَفْتَحُ عَيْني      عِنْدَ الفَجْرِ

فأرى ماما      تَمْسحُ شعري

أهْوى ماما     أفدي ماما

 

بابا بابا يَومك طابَ 

دُمْتَ رَبيعاً دُمْتَ شَبابا

لي ولأجْل الْوطنِ الغالي

يَعْملُ بابا دُون ملالِ

بابا يتعبُ حتّى نَكْبرْ

نبني نحنُ الوطَنَ الأكبرْ

وطني الأكبرْ وطني العربي

ضاءَ وحُرِّرْ عبْرَ الْحقب

بابا صورتك المحْبوبةْ

في قلبي أبداً مَكْتوبةْ

 

إقرأ أيضاً: ما هو الشعر العربي؟ وما هي أنواعه وموضوعاته؟

قصيدة (الرسَّام الصغير)

قصيدة (لعبتي)

أرسمُ ماما أرسمُ بابا بالألوانْ

أرسمُ علمي فوقَ القممِ أنا فنَّانْ

أنا صيَّادُ  اللونِ الساحرْ

أرضُ بلادي كنزُ مناظرْ

دَعْنى أرسمُ ضوءَ النجمِ

دَعْنى أرسمُ لونََ الكرمِ

أكتبُ شعراً بالألوانْ

أحيا حرَّاً أنا فنَّانْ

سَمَّيتها مَها  قلبي يُحبُّها  

شقراءُ لعبتي تفهمُ همستي

 

أَلبستُها الحَريرْ فأوشكَت تطيرْ

بثوبِها الجميلْ وخصرِها النَّحيلْ

 

رفيقتي (مها) محبَّتي لها

أنقى من الصَّباحْ أقوى من الرِّياح

يا حلوَتي اضحَكي كلُّ الهوى لكِ

 

قصيدة (فلسطين داري)

قصيدة (النُّور)

فِلًسْطينُ داري **ودَرْبُ انتصاري

تظلُّ بلادي**هوىً في فؤادي

ولحناً أبيَّا**على شفتيَّا

وجوهٌ غربية**بأرضي السَّليبةْ

تبيعُ ثماري**وتحتلُّ داري

ويرجعُ شعبي**إلى بيت جَدِّي

وأعرفُ دربي**إلي دِفْءِ مَهْدِي

فلًسْطينُ داري**ودربُ انتصاري

نشيدُ النُّور في شفتيَّ **  تَعيشُ تعيشُ مَدرستي

أُحبُّ مُعلِّمي الغالي **  أُحبِّكِ يا مُعلِّمتي

أرى علمي أرى وطني **أرى الدُّنيا بمدرستي

ويكبرُ يكبرُ العصفور **من سنةٍ إلى سنةِ

وأهتفُ باسم وحدتنا  **عبير الحبِّ يا لُغتي

 

 قصيدة (وطني)

قصيدة (اسمعوا يا صغار)

وطني أشجارٌ وظلالْ ** وترابي قمحٌ وغلالْ

أتفيَّا ظلَّك يا وطني ** وأحبُّ ترابك يا وطني

أرضُ الأجدادْ  ** وطنُ الأمجادْ

يتسلَّحُ بالعلمِ ** لا يركعُ للظُّلمِ

عاش الينبوع المُنْسكبُ ** عاشتْ شمسٌ لا تحتجبُ

عاشَ العربُ عاشَ العربُ

ماذا تقولُ الشمسُ في الصباح؟

تقول: إنِّي أُشرِقُ ** لكيْ يُسرَّ الزَّنبقُ

ويضحكُ الصِّغار ** ويبدؤون الدَّرس والكفاحْ

ماذا يقولُ النَّهر في السُّهول؟

يقولُ: مائي شجرُ ** وخضرةٌ وثمرُ

فاسقوا بي القفار ** لتعشبَ الهضاب والبطاحْ

 

 قصيدة (المطر)

قصيدة (أمي)

مطرْ مطرْ مطرْ ** بالنعمة انهمَر

بالعشب والثمَر ** تهلَّلي يا أرضنا السَّمراءْ
واستقبلي هديَّةَ السَّماءْ ** مطرْ مطرْ مطرْ

غداً يموجُ حقلنا سنابلا ** غداً تُغَنِّي أرضنا جداوِلا سنابلاً سنابلا ** جداولاً جداولا

تسقي بها العطاشَ يا مطرْ
تُحْيي بها النُفوسَ يا مطرْ!

تهلَّلي يا أرضنا السَّمراءْ
وعانقي هديَّةَ السَّماءْ

بالنِّعْمة انهمَرْ بالعشب والثمرْ

يا مرحباً، يا حُلْوُ، يا مطرْ

مَلَكٌ يَرِفُّ على سريري ** يَحنو بأنفاسِ العَبيرِ

سِرُّ الإلهِ بمُقلتيه ** ونَعِيمُهُ في راحَتَيْهِ

أغْلى منَ الدنيا عليَّ ** وأحبُّ مَخلوقٍ إليَّ

أفدي الملاكَ السَّاهرا ** قلباً عليَّ وناظِرا

لو كنتُ يوماً شاعِراً ** أبدَعْتُ أجملَ ما تُغَنِّي

عُصفورةٌ في مِثلِ سِنِّي ** وسَقيتُ ضوءَ الفجرِ لحني

وحملتُ أغنيتي لأمِّي ** أحلى أناشيد الهوى قُبلاتُ أمِّي

 

 

 قصيدة (الثلج)

قصيدة (العيد)

يا ريشَ العصفورِ الأبيض يا ذَرَّاتِ الثلجِ

غطِّي أشجارَ حديقتنا غطِّي وَجْهَ المرْجِ!

يا ريشَ العصفورِ الأبيض يا لَحنَ القيثارِ

غَنِّي غَنّي في شُرفتِنا غطِّي سطحَ الدَّارِ

يا ذَرَّاتِ الثلجِ انهْمري غطِّي وجْه الدَّربِ

الآنَ سأكتبُ تمريني وسأخْرُجُ لِلَّعْبِ.

ثيابٌ جديد وجوهٌ سعيدةْ

أقبِّلُ ماما أقبِّل بابا  

وأهتفُ: عيدْ سعيدٌ سعيد

أُلاقي رفاقي بِرأسِ الزُقاقِ

أراجيحُ تَغْدو أراجيحُ تُقْبِلْ

وتصْعَدُ دَعْدُ وغسَّانُ يَنْزِلْ

ونَهتِفُ: عِيدْ سَعيدٌ سعيدْ

ندورُ ندورُ ويطغَى السُرورْ  

على كلِّ قلْبِ وفي كُلِّ دربِ

أراجيحُ نُور ودُنيا حُبُورْ

ونَهتِفُ: عِيدْ سَعيدٌ سعيدْ

 

 

 قصيدة (عمِّي منصور)

 قصيدة (الرَّبيع)

عمِّي منصور النجَّار ** يضحكُ في يده المنشارْ

يعملُ يعملُ وهو يغنِّي ** في فمه دوماً أشعارْ

قُلت لعمِّي عندي لعبة ** اصنع لي بيتاً للِّعبة

هزّ الرَّأس وقالْ ** أنا أهوى الأطفالْ

بَعد قليلٍ رحتُ إليه ** شيءٌ حلوٌ بين يديهِ

سوَّاهُ عمِّي منصورْ ** أحلى من بيتِ العصفورْ

كلُّ شَيء يُزهِرُ ** كلُّ شيءٍ أخضَرُ

الربيعُ الحلوُ عائِدْ ** والعصافيرُ قَصائِدْ

مرحباً! جاءَ الربيعْ** مرحباً! عادَ الرَّبيعْ   

عندَ أنفاسِ الصَّباح ** بَكَّرَ الرَّاعي وراحْ

اسبقيهِ يا خِرافْ ** واعبُري خُضرَ الضِّفافْ

اسبقي لَحنَ الغِناءْ ** في فمِ الوادي أضاءْ

واقضمي العشبَ البديعْ ** إنَّهُ فَصْلُ الربيعْ

 

 إقرأ أيضاً: بحور الشعر العربي: موسيقى اللغة في القصيدة العربية

قصيدة (الصيف)

قصيدة (القارئ الصغير)

آتي والبسمةُ في شفتي وبجيبي نورُ الشمسْ

آتي بِخِتامِ المدرسةِ لِلَّعبِ أنا والأنسْ.

وأوزِّع أطفالَ البلدِ كنجومِ سماءٍ تنتثِرُ

أعطيهمْ أجملَ ما بيدي الشمسَ الحلوةَ والقَمرُ

أعطيهمْ أمواجَ البحر أعطيهم أنسامَ الجبلِ

    وأمدُّ لهم بُسُطَ الزَّهْرِ وأرى في أعينهم أملي.            

آتي والبسمة في شفتي اسْمي فصل الرَّاحةْ

لولا عملي في مزرعتي ما ذُقتم تُفَّاحة

آتي والبسمة في شفتي وبجيبي نور الشمسِ

وثماري تَملأ مزرعتي فاجْنوا وأتِمُّوا الغَرسِ!

اسمي كاملْ وأبي عاملْ

وأنا أقرأُ أقرأ أشياء مكتوبةْ

أقرأ قصصاً دونَ صُعوبةْ

أقرأ أزهارَ الليمونْ

أقرأ حبَّاتِ الزيتونْ

أقرأ محراثَ الفلاَّحْ

لوِنَ الحقلِ وسُنبُلِهِ

نَوْلَ أبي في مَعْمَلِهِ..

أقرأ أقرأ…

قِصَّةَ أرضي، قصة وطني

كلَّ مساءٍ، كلَّ صباحْ

 

 قصيدة (عيد الشجرة)

 قصيدة (أحلى لغة)

شجَرة شجَرة اغرُسْ شجرة

تخضرُّ الأرضُ وتبتسمُ

تصفو الدُّنيا، يحلو النَّسمُ

في مولدِها اغرسْ شجرةْ

أنغامٌ خضرٌ تسحرُني

هذي الأشجارْ

فلنزرع أرجاء الوطنِ

دفقات نهارْ

ولتُسقَ الأنغام العطِرةْ

ولتبقََ بلادي مُزدهِرة

الجوُّ بهيجْ والأرضُ أريجْ

عيد الشجرة دنيا عَطِرة

اغرسْ شجرةْ

هذا صفِّي هذه كُتبي

تُشرقُ فيها شمسُ العربِ

أهلاً أهلاً يا مدرسَتي

هيَّا نقرَأ أحلى لُغةِ

نكبرُ معها نَحلو معها

لُغَتي الفُصحى ما أروَعها

لُغَتي شجرة تنمو أبداً

أنا أتلوها لحناً غرداً

لُغتي علمٌ لُغتي شعرٌ

منها السَّيفٌ ومنها العطرُ

يا شلَّال الزَّمنِ الآتي

مثلك لغتي نبضُ حياةِ

في الختام

نجد أنفسنا مغمورين ببحر من الأحاسيس والمشاعر الصادقة أمام شعر الطفولة الذي رسمه الشاعر السوري العظيم “سليمان العيسى”، فلم يكن شعره مجرَّد كلمات ترتسم على الورق، بل كانت تلك الكلمات موجةً من العطاء والتأمُّل تحمل بين طيَّاتها أنفاس الوطن وجمال الطفولة.

كما نجد عالماً مليئاً بالفرح والحنان في عالم الشعر الذي خلَّد فيه “العيسى” لحظات البراءة والأمل، فترسم قصائده لوحات جميلة تصوِّر الحياة بعيون الطفل البريء الذي يحلم بعالمٍ أجمل، ومع كلِّ كلمة نقرأها، نعيشُ تجارب الطفولة من جديد، ونشعر بأنَّنا نعود إلى أيَّام الطفولة البسيطة والسعيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى