Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

تنمية الوعي الصحي لدى تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي بمصر على ضوء خبرة أستراليا


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ من دراسة لـ محمد أمين حسن عثمان –دكتوراه أصول التربية –جامعة عين شمس.

إن الاهتمام بصحة التلاميذ في المدرسة يُعد أمراً بالغ الأهمية، باعتبار أن الطفل هو اللَّبنة الأولى في صناعة المستقبل والتنمية في المجتمع، وبالتالي يحرص التربويون أشد الحرص على الاهتمام بالجانب الصحي سواء كان ذلك على مستوى الإدارات التعليمية، أو على مستوى المدرسة من خلال برنامج الصحة المدرسية.

الأسس النظرية للوعي الصحي

الوعي الصحي من الأسس المهمة والرائدة لتحسين الصحة، حيث إن الرقي بصحة المجتمع يبدأ بالوعي الصحي أولاً، وهو بمثابة امتلاك قدر كاف من المعلومات العلمية والمعارف والاتجاهات والمهارات التي تساعد التلميذ على اكتساب ممارسات وسلوكيات حياتية لتصبح أسلوباً له ممارس في الحياة، سوف يعرض هذا المحور مفهوم الوعي الصحي وأهدافه وأهمية تنميته ومستوياته وأساليب تنميته.

1. مفهوم الوعي الصحي

تعددت تعاريف الوعي الصحي ومنها ما يلي:

يعرف (محمد أحمد فياض) الوعي الصحي بأنه:

مجموع الأنشطة الاتصالية والتربوية الهادفة إلى إيجاد وعي صحي، من خلال اطلاع الجمهور على واقع الصحة وتحذيرهم من مخاطر الأوبئة والأمراض المحدقة بالإنسان ومحاربة الآفات والتقاليد الصحية العقيمة التي نشأت بعض المجتمعات عليها، من أجل تربية وبناء أجيال محصنة تحترم القيم الصحية والوقائية المنبثقة من العقائد السليمة للمجتمع (فياض، 2019، ص 25).

يذكر (محمد بدح وآخرون) الوعي الصحي:

بأنه إلمام التلاميذ بالمعلومات والحقائق الصحية وإحساسهم بالمسؤولية نحو صحتهم وصحة غيرهم من خلال الممارسة الصحية عن قصد نتيجة الفهم والإقتناع لتحويل تلك الممارسات إلى عادات تمارس بلا شعور أو تفكير (بدح وآخرون، 2017، ص 15).

2. أهداف الوعي الصحي

يهدف الوعي الصحي إلى تحقيق السعادة والرفاهية للمجتمع عن طريق بث الحس الصحي في نفوس الناس، وتحفيزهم للنهوض بمحض إرداتهم للعمل على تحسين أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وترسيخ الشعور بالمسؤولية وتقويم سلوكيات التلاميذ وتوجيههم نحو الأفضل، وتطوير آفاق تفكيرهم وفرض شخصياتهم واحترامهم لتحقيق السلامة الصحية والعقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية للوصول إلى تحقيق جملة من الأهداف والتي تتدرج حسب ما ذكر العلماء (المثاقبة، 2016، ص ص 46 – 47):

تغيير مفاهيم المجتمع وقيمه، فيما يتعلق بالصحة والمرض والمساعدة على إدراك مفهوم الصحة الحديث لكي يأخذوا على عاتقهم مسؤولية الإشراك والمساهمة بالفعاليات والنشاطات الصحية بأنفسهم دون تحريك خارجي وهذا يعتمد على المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي كالاهتمام بالسكن الصحي والغذاء الصحي والرعاية الكاملة للأمومة والطفولة.

تطوير الخدمات الصحية المقدمة للتلاميذ والبيئة المحيطة، استخدام أفضل السبل والوسائل لتحويل العادات والسلوكيات الغير مرغوب فيها إلى سلوكيات وعادات مرغوبة تتم عن طريق نشر التعاليم والإرشادات الصحية بين التلاميذ.

3. أهمية تنمية الوعي الصحي

الوعي الصحي هو اهتمام الناس وإلمامهم بالحقائق الصحية وزيادة شعور الأفراد بالمسؤولية تجاه صحتهم وصحة من حولهم وفيما يلي تتضح أهمية الوعي الصحي (عبد الرحمن وآخرون، 2006، ص 26):

  • تقديم الخدمة الصحية لعدد كبير من التلاميذ لضمان وجود رعاية صحية لجزء كبير من أفراد المجتمع.
  • ضرورة تقديم رعاية صحية لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.
  • يمر التلاميذ بمراحل نمو مختلفة وتغييرات جسمانية ونفسية كثيرة، حيث تظهر لهم احتياجات صحية متعددة، وبتوفير تلك الاحتياجات يتفادى المجتمع الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية.
  • غرس واكتساب العادات والسلوكيات والممارسات الصحية السليمة في هذه المرحلة العمرية.

4. مستويات الوعي الصحي

  • يؤسس الوعي الصحي على ثلاثة مستويات (مطاوع، 2006، ص 27) هى ما يلي :
  • الجانب المعرفي: ويقصد به توافر المعلومات العلمية عن الصحة، ودور الفرد ومسؤوليته الشخصية عن صحته.
  • الجانب الوجداني: ويتمثل في تكوين الاتجاهات نحو الحفاظ على صحته.
  • الجانب السلوكي (التطبيقي): ويتمثل في كيفية التصرف في المواقف الحياتية المتعلقة بالصحة التي تواجه الفرد.

5. أساليب تنمية الوعي الصحي فى المدرسة

تتعدد الأساليب المستخدمة لتنمية الوعي الصحي (جاد الله، 2000، ص 14)، (الجبالى، 2008، ص 40)، (الشريدة، 2010، ص 15) ونذكر منها ما يلي:

5.1. المنهج المدرسي

الإرشادات والتعليمات الصحية المنظمة والمخططة لها التي يحتويها المنهج المدرسي الرسمي أو التي يمكن إدماجها في المنهج الدراسي في مراحل التعليم المختلفة والتي يتلقاها التلاميذ، أو ككتاب مدرسي خاص بالصحة المدرسية والتربية الصحية أو إدخالها كفصول في المناهج الدراسية.

5.2. الفصول الصحية

وتستخدم هذه الطريقة بفعالية مع التلاميذ، وتسمى حين ذاك الفصول الصحية، حيث يخصص أسبوعياً درس لمادة الصحة، وفي تلك الفصول يزود التلاميذ بالمعلومات والمعارف الصحية مثلاً عن التطعيمات اللازمة ضد مرض الحمى المخية الشوكية وكيفية الوقاية منها وتجنب الإصابه بها. 

5.3. الأنشطة المدرسية

بعض الأنشطة الإضافية مثل جمعية الهلال الأحمر، وهذه الأنشطة تهيىء الفرص للاشتراك الإيجابي للتلاميذ في ممارسة السلوكيات الصحية السليمة.

وهي مفيدة لعرض المعلومات الحقيقية عن الأمراض المختلفة مثل أمراض الجدري والحصبة والتهاب الغدة النكفية والتهاب اللوز والسعال الديكي والدفتيريا والحمى القرمزية والدرن الرئوي وغيرها، إلا أنها تقلل فعلياً من حصيلة التعلم؛ لأن التلاميذ يمكن أن يعطوا أكثر انتباهاً للكتابة، وهذا يصرفهم عن التفكير فيما يقدَّم أثناء المحاضرة.

خبرة أستراليا فى مجال تنمية الوعي الصحي

تُعد أستراليا دولة وقارة في آن واحد وتقع في جنوب شرق أسيا على غرب المحيط الهادي، وتصنف من أفضل الدول التعليمية في الجهة الجنوبية من العالم، ومن ثم تحرص على تنمية الوعي الصحي لدى تلاميذها في المراحل الدراسية المختلفة.

أساليب تنمية الوعي الصحي للتلاميذ بأستراليا

تتعدد أساليب تنمية الوعي الصحي بأستراليا فمنها: برنامج الاختيار الحساس، الكلاب المستخدمة للتنبيه في نوبات الصرع، اليوم البنفسجي لزيادة الوعي حول مرض الصرع، الرعاية الصحية عن بعد، المدرسة الخضراء، مدرسة الصرع الذكية.

1. برنامج الاختيار الحساس: The Sensitive Choice Program

هو برنامج خدمة مجتمعية أنشأه المجلس الوطني للربو بأستراليا لجميع الأشخاص الذين يرغبون في تنفس هواء نقي ونظيف وعذب وللحد من الحساسية. البرنامج ذو قيمة خاصة بالنسبة إلى 2300000 أسترالي مصاب بالربو، وواحد من كل ثلاثة يعاني من الحساسية، في حين أن البرنامج والمنتجات التي يروج لها لا يدّعي تقديم علاجات لمثل هذه الحالات، ولكن البرنامج يسعى جاهداً للمساعدة في تطهير وتنقية البيئات الشخصية التي نعيش ونتنفس فيها جميعاً (The Sensitive Choice Program ،2015 ،p.10).

2. الكلاب المستخدمة للتنبيه فى نوبات الصرع: Seizure Alert Dogs

وهى كلاب مدربة على وجه التحديد لمساعدة الطفل الذي لديه نوبات الصرع، حيث يتم تدريب هذه الكلاب على النباح أو تنبيه الأسر عندما يكون الطفل مصاباً بنوبة صرع أثناء اللعب بالخارج أو في غرفة أخرى. وتتعلم هذه الكلاب المكوث بجوار طفل مصاب بنوبة لمنع الإصابة، بعض هذه الكلاب تعلم كيفية وضع جسدها بين الطفل المصاب بالنوبة والأرض لمنع السقوط فى بداية النوبة (BC Epilepsy Society, 2014,P.1).

يتم تدريب بعض الكلاب لتنشيط نوع ما من الأجهزة المبرمجة مسبقاً، مثل دواسة تقوم بقرع ناقوس الخطر.

3. اليوم البنفسجي لزيادة الوعي حول مرض الصرع: Purple Day for Epilepsy Awareness  

هو يوم مخصص لزيادة الوعي حول مرض الصرع في كل أنحاء العالم، وفي أستراليا سيصاب 800000 من الأستراليين بالصرع خلال حياتهم، ومن ثم جاءت الفكرة لارتداء اللون البنفسجي في يوم 26 مارس من كل عام وإقامة الفعاليات للتوعية بهذا المرض ودعم المصابين به، وصاحبة هذه الفكرة هي الشابة كاسيدي ميجان التي أطقلت فكرة هذا اليوم عام 2008 م بدافع من نضالها مع هذا المرض، وذلك ليس فقط لزيادة الوعي حول مرض الصرع ولكن ليعرف مريض الصرع أنه ليس وحده.

وقد تم خلال الأعوام التالية تبنِّي الفكرة من قبل العديد من المنظمات والشركات والجمعيات ليصبح يوم 26 مارس هو اليوم العالمي للتوعية لمرض الصرع، ويرجع اختيار كاسيدي لهذا اللون، لأنه لون زهرة الخزامي التي اعتمدت عليه كرمز لهذا المرض، فالخزامي والبنفسجي يمتلكان تأثير مهدئ لكل من الدماغ والجهاز العصبي وهذا ما يحتاجه مريض الصرع (Epilepsy Action Australia 2018 ،PP.1-2).

4. الرعاية الصحية عن بعد: Tele health Consultations

تُوفر الاستشارات الصحية عن بعد فرصة للمرضى للالتقاء مع مقدمي الخدمات الصحية المتخصصين باستخدام تكنولوجيا الفيديو، من 1 يوليو 2011م بدأت الحكومة الأسترالية في توفير الرعاية الطبية بالتعاون مع قسم شؤون المحاربين القدماء بعمل الخصومات والحوافز لتشجيع هذا النمط من تقديم الخدمة في قطاعات ومناطق معينة خارج العاصمة. بالنسبة لمرض الصرع فإن عدد الأطباء المتخصصين قليل نسبياً، بالإضافة إلى أن مراكز رعاية الصرع أغلبها يقع في المدن الأسترالية الكبرى، وهذا بمثابة عائق للطفل الذي لا يستطيع السفر بسهولة ومن ثم فإن سهولة الوصول إلى أخصائي الصرع من خلال الرعاية الصحية عن بعد تعطي طمأنينة بالغة لمريض الصرع (Rosey P ،2012،P.4).

5. مدرسة الصرع الذكية: Epilepsy Smart School 

هى المدرسة التي تقوم بغرس الممارسات والسلوكيات التعليمية الشاملة والآمنة لدى تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية والخاصة الذين يعيشون مع مرض الصرع، فكل تلميذ مصاب بالصرع له احتياجات مختلفة ويتطلب اتباع نهج مختلف للتعامل معه، فالتدريب القائم على الدليل يضمن إمكانية الحصول على المهارات المطلوبة لدعم كل تلميذ عند الحاجة (Epilepsy Foundation ,2018 ,p.4).

هذا المقال من كتابة وإعداد: محمد أمين حسن عثمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى