التدريس والتعلم

لماذا يجب أن نتعلمها كما نتعلم لغتنا الأم؟


بينما نحن نملك فرصة لطرح نهج مختلف: تعلُّم اللغة من خلال الحوار والجمل اليومية بالعربية والمواقف الحقيقية، فتتحول إلى لغة حياة نابضة لا مادة ثقيلة، وهذا ما يحتاجه المتعلمون للتواصل الفعال باللغة العربية.

الفرق بين تعلم اللغة الأم والطرائق التقليدية

في ظل الوتيرة السريعة والتحديات المتزايدة في طرائق تعلم اللغة العربية، خصيصاً لغير الناطقين بها، يظهر تباين كبير بين ما يُعرف بالتعلم الطبيعي وبين الأساليب التقليدية المنتشرة في المعاهد. لا يقتصر هذا التباين على الأسلوب فقط؛ بل يمتد إلى العلاقة بين المتعلِّم واللغة، وإلى مدى استمرارية التأثير وجودة الأداء اللغوي على الأمد الطويل.

“يتعلم الإنسان لغته الأم بلا وعي للقواعد من خلال التعرض المتواصل، والمدخل السياقي، أما القواعد، فتنضج بعد تراكم الخبرة.” — مقتبس عن نظريات الاستحواذ اللغوي عند كراشين وتيريل ( Krashen and Terrell).

التعلم الطبيعي (اللغة الأم)

يُشير مفهوم التعلُّم الطبيعي إلى البدء باكتساب اللغة من خلال المفردات والتراكيب المستخدمة في مواقف واقعية، وليس من خلال حفظ كلمات معزولة، ففي مواقف الحياة اليومية يسمع المتعلِّم عبارات متكاملة، مثل: «هل يمكنني المساعدة؟»، ويربطها بالشعور والنية المرتبطة بها، الأمر الذي يحول دون اختزالها إلى مجرد وحدات لغوية جامدة في الذاكرة.

تعمِّق المشاعر المصاحبة لهذه المواقف، كالفَرَح أو الدهشة عملية التعلم، فتُرسِّخ الذاكرة اللغوية من خلال الارتباط بالخبرة الحسية والعاطفية. يُعزِّز هذا النمط من التعلُّم ما يُعرف بالتكرار الذكي، والمقصود به إعادة توظيف المفردات والتراكيب ذاتها في سياقات متنوعة من الحياة اليومية.

يسمح ذلك بتطور اللغة تدريجياً وباستقرار، على اتِّجاهٍ مشابه لاكتساب اللغة الأم، وفي هذا السياق، تبرز دراسة “إليسا ل. نيوبورت” (Children and Adults as Language Learners: Rules, Variation, and Maturational Change) بعنوان “الأطفال والبالغون بوصفهم متعلمين للغة: القواعد والتنوع والتغيير النضوجي”، التي تبيِّن أنَّ الأطفال من خلال التعلم الطبيعي يطوِّرون أنماطاً لغوية منتظمة حتى قبل إدراكهم الصريح للقواعد النحوية.

التعلم التقليدي (المعاهد)

في عدد من المعاهد التي تُدرِّس العربية لغير الناطقين بها خصيصاً في أوروبا الشرقية أو آسيا الوسطى، يُستخدم أسلوب تقليدي يبدأ بقوائم حروف، وأسماء، وأفعال، تليه قواعد نحوية مُعزِّزة بالحفظ، ولهذا يُعامَل الطالب أحياناً بوصفه آلة تُقلِّد العبارات، يُطلب منه أن يحفظها دون فهم عميق للسياق أو الاستخدام الفعلي.

يُعطي التركيز على الدقة النحوية من البداية، والتغلب على الأخطاء في التمرينات الكتابية أكثر من التحدث والتفاعل نتائج جيدة في الاختبارات المكتوبة، لكنه غالباً ما يفشل في بناء الثقة اللغوية لدى المتعلِّم، خصيصاً في المحادثة، فالطالب قد يعرف القاعدة ويكرِّرها، لكنه يتلعثم عندما يُطلب منه استخدامها في موقف فعلي.

النتيجة؟

  • يكتسب الطالب الذي يتعلم تعلماً طبيعياً اللغة بوصفها مهارة حية، فيتفاعل، ويعبر عن الأفكار، ويربط اللغة بالمواقف، دون الحاجة إلى التفكير المفرط في القواعد؛ لذا فالكلمات والمفردات والجمل تُصبح جزءاً من أداة للتواصل.
  • يحفظ الطالب الذي يتعلم تعلماً تقليدياً من الكلمات والقواعد، ولكن غالباً ما يتعثَّر في أبسط محادثة؛ أي أنَّه يعرف التصريفات المتعددة، لكنَّه يتردد في استخدامها إذا لم يتأكد من القاعدة. تصبح اللغة هنا عبئاً ذهنياً بدل أن تكون وسيلة طبيعية للتعبير.

دراسة عربية

تستكشف دراسة “المصاعب في تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها” للباحثة مروة محمد عبد الله عامر – جامعة طنطا، مصر الصعوبات التي يواجهها طلاب أجانب في المهارات الأربع (القراءة، والكتابة، والتحدث، والاستماع)، وتبيِّن أنَّ استخدام البرامج الحديثة التفاعلية والمشاركة الشفوية، يحسن قدراتهم، مقارنة بأساليب الحفظ التقليدية والتركيز على القواعد فقط؛ أي أنَّ النشاطات التي تعتمد على التفاعل والمشاركة، تحقق تقدماً أسرع في التحدث والتواصل.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتعلّم اللغات الجديدة بشكلٍ سريع

 

تجربة تكشف الفارق

في أحد البحوث التجريبية الحديثة حول فعالية المنهج الطبيعي (Natural Approach) مقارنة بالمنهج التقليدي في الجامعات، قُسِّم طلاب اللغة الإنجليزية إلى مجموعتين: مجموعة تجريبية درست بمنهج طبيعي، وأخرى ضابطة درست دراسة تقليدية تركز على القواعد والترجمة.

كانت الدراسة بعنوان (The Effectiveness of Natural Approach on Language Learning in Higher Education) “فعالية النهج الطبيعي في تعلم اللغة في التعليم العالي”، أجراها محمد أمير الدين وآختي راودهاتول جانا عام 2021، على طُلاب الجامعات بإندونيسيا.

المجموعة الأولى: المنهج الطبيعي

خضغت هذه المجموعة لتعليم منهجي قائم على النشاط الواقعي المحاكى لفعالية اجتماعية، ونظَّمت “يوماً مفتوحاً” داخل المدرسة بوصفه مسرحاً للتفاعل الواقعي، وتعلَّمت جملاً مثل:

  • تشرفتُ بلقائك.
  • أين مكان المعرض؟
  • هل يمكنني المشاركة؟

ثم مثَّلت الموقف كما لو أنها في معرض حقيقي، تتنقل بين الأركان، وتسأل وتجيب، وتتعامل شفوياً في مواقف تواصل يومية.

المجموعة الثانية: التعليم التقليدي

خضعَت المجموعة الثانية لتعليم تقليدي يشبه ما هو شائع في معاهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في بعض الدول الأوروبية الشرقية، فيبدأ الطلاب بقوائم من الأفعال والأسماء، ورُكِّز على تصريفها وقواعدها، ثم نُفِّذَت تدريبات كتابية مكثفة، ولم تستخدم الحالات الاجتماعية الواقعية، وقُلِّل التفاعل اللغوي الشفوي كثيراً، ورُكِّز على الصواب النحوي والتحصيل اللغوي النظري.

طُلِب بعد يومين من كلا المجموعتين استخدام الأفعال والجمل الجديدة في مواقف لم تُدرَّب مباشرة:

  • في المجموعة الأولى: استخدمَ الطلاب الجمل بطلاقة في مواقف أخرى، مثلاً: قال أحدهم لصديقه: “تشرفتُ بزيارتك”، وآخر استعمل عبارة “هل يمكنني المشاركة؟” في نشاط رياضي حقيقي داخل المدرسة.
  • في المجموعة الثانية: تذكَّر بعض الطلاب القاعدة، لكنهم واجهوا صعوبة كبيرة في تكوين الجملة الصحيحة تلقائياً، فكثير منهم تلعثم أو عاد إلى الترجمة العقلية أولاً.

كانت النتيجة واضحة ومؤثرة: التصقَت اللغة بالذاكرة؛ لأنها اُستخدمت في موقف اجتماعي حقيقي، لا بوصفها درساً نظرياً على الورق، هذا يُبيِّن أنَّ اللغة، تُكتسب بالاستخدام لا بالحفظ فحسب، ففي الدراسة المذكورة، المجموعة الأولى التي استخدمت المنهج الطبيعي حققت زيادة في مستوى الكفاءة اللغوية، وتفوَّقَت على المجموعة الثانية.

دراسة عربية

دراسة بعنوان “تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الدول العربية: المنهاج والمعلم وطرائق التعليم (تناول تقييمي تقويمي)” المسلمي بسام، قيَّمت عدة مراكز تعليم العربية لغير الناطقين بها في بعض الدول العربية، من حيث المنهج، والمؤهلات المهنية للمعلمين، وطرائق التدريس المستخدمة.

وجدت هذه الدراسة أنَّ عدداً من البرامج، لا تزال تعتمد اعتماداً مفرطاً على المنهج التقليدي الذي يركِّز على قواعد اللغة والترجمة، وأنَّ النماذج القائمة على المهام (Task-Based Learning) وحل المشكلات والتواصل بين الطلاب، تُعدُّ أكثر فعالية في تحسين الطلاقة وفهم اللغة في مواقف الحياة اليومية.

شاهد بالفيديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية

 

خطوات عملية لتطبيق النهج الطبيعي في تعليم العربية

لتحويل دروس تعلم اللغة العربية إلى مساحة تفاعلية، ينبغي تطبيق خطوات ملموسة تنقل التعلم من القوالب النظرية الجامدة إلى ممارسات يومية واقعية. إليك خطة مفصلة  مع أمثلة تطبيقية ومصادر بحثية تدعم كل خطوة.

1. البدء بالجمل لا بالكلمات

بدلاً من البدء بكلمة واحدة، مثل “ماء”، علِّم الجملة الكاملة “أريد ماءً”، لماذا؟ لأنَّ الجملة تربط الكلمة بما قبلها وما بعدها، وتمنح الطالب سياقاً، فعند التعامل مع شخص ما، يكون أكثر فائدة أن يتعلَّم قول “أريد ماءً”؛ لأنَّ الموقف الحقيقي يدفعه لاستخدامها، بدلاً من أن يظل حافظاً لكلمة دون أن يعرف كيف ومتى يُوظفها. يؤكد المنهج الطبيعي (Natural Approach) الذي وضعه “كراشين وتيريل” (Krashen) و(Terrell) أنَّ استخدام الإدخال ذو المعنى (Meaningful Input) في شكل جمل مفهومة هو الأساس لاكتساب اللغة.

2. استخدام حوارات حياتية قصيرة

تظهر عدة دراسات في تعليم اللغات أنَّ التفاعل الواقعي (Authentic Interaction) يُحسن الطلاقة والثقة لدى المتعلم؛ لذا اصنع مواقف من الحياة اليومية داخل الصف، مثل دور في المستشفى: استقبال مريض، ووصف دواء، والسؤال عن الأعراض.

مثلاً: طبيب أو ممرض يُمثل دور المريض، يُسأل: “كيف تشعر اليوم؟” أو “هل هذا الدواء آمن؟” تستخدم هذه الحوارات باللغة العربية الكاملة وتشمل عبارات، مثل “أحتاج لمسكِّن” أو “أنا أشعر بصداع شديد”، وهذا يجعل الطالب يتعلم اللغة كما يتعلم المتكلم الأصلي اللغة الأم في مواقف حية، مما يُعزز الفهم والاستعمال.

3. اعتماد التكرار الذكي

لا يعد التكرار مجرد إعادة الجملة نفسها مراراً؛ بل إعادة استخدامها في سياقات مختلفة. مثلاً: الجملة “أريد ماءً” تُستخدم أولاً عند طلب ماء، ثم عند الاستيقاظ من النوم، ثم في الانتظار، ثم في نقاش مع شخص آخر. يضيف كل سياق معنى جديداً، فيتعلم الطالب أنَّ الجملة، ليست مجرد حفظ؛ بل أداة للتواصل من خلال مواقف متعددة.

ويؤكِّد بحث بعنوان “التعلم متعدد الحواس المستوحى من الدماغ: مراجعة منهجية” (Brain-Inspired Multisensory Learning: A Systematic Review)، لعام 2025 أنَّ التكرار مع استجابات حسية (Sensorimotor Enrichment) يُقوِّي تخزين المفردات ويُسرِّع استدعاء الكلمات.

4. استخدام الحواس

اربط الكلمة بصورة أو فعل أو مشهد، ففي السياق الصحي تُعرض صورة لإجراء طبي مثلاً، أو يُمثِّل الطبيب حركة لإجراء، أو يُستخدم مقطع فيديو يوضح العملية، فعند تعلم كلمة “حقنة”، يُمكن أن يشاهد الطالب الحقنة، ويمسُّها، ويتابع الصوت، وربما يستخدم جسده في الإشارة.

تحسن هذه الطريقة الحسية المتعددة (Multisensory Learning) استيعاب المفردات والعبارات، كما أظهرت دراسات، مثل (The Role of Multi-Sensory Learning in Elementary-Age Students & Foreign Language Learning in the Multisensory Space) “دور التعلم متعدد الحواس لدى طلاب المرحلة الابتدائية وتعلم اللغات الأجنبية في الفضاء متعدد الحواس”، بأنَّ استخدام الحواس بصرياً وسمعياً ولمسياً، يُعزز الحفظ والفهم.

5. التدرج الطبيعي

تُكتسب اللغة تدريجياً: بدايةً من الجمل البسيطة إلى تعليم العربية بالحوار الصغير، ثم النصوص المبسطة، ثم الانتقال إلى النصوص الأدبية أو الإعلامية عندما يجهز الطالب. يبدأ الطبيب مثلاً بتعلم “أين الألم؟”، ثم “أحتاج وصفة طبية لأجل…”، ثم قراءة مقالات طبية مبسطة بالعربية، وأخيراً الأخبار أو الأبحاث الصحية. يحترم هذا التدرج مراحل المنهج الطبيعي التي تنص على أنَّ التلقي يسبق الإنتاج، وأنَّ الطلاقة تنشأ بعد أن تكون المدخلات كافية.

دراسة عربية

ركزت دراسة “طرائق تنمية المهارات في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها من خلال الفصول الافتراضية، “فهم المقروء نموذجاً” لمنى يوسف محمد وقيع الله – جامعة أم القرى، معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها على التطور في مهارة الفهم المقروء عند استخدام الفصول الافتراضية مقابل الفصول التقليدية، وأشارت إلى أنَّ استخدام الوسائل الرقمية الفيديو، والمناقشة التفاعلية، والبريد الإلكتروني يحسن الفهم المقروء، بشرط أن تكون النشاطات متصلة بالسياقات الواقعية.

لماذا تأجيل القواعد هام؟

عندما يتعلم الطالب العربية، فإنَّ إدخال القواعد النحوية من أول اللحظات يشبه محاولة استخدام خريطة مفصلة وهو ما يزال في منتصف الطريق: يفقد الاتجاه، ويحتار في العلامات، وربما يتوقف عن المسير؛ لذلك تأجيل تعليم القواعد إلى مرحلة متقدمة ليس رفاهية؛ بل ضرورة لبناء أساس لغوي طبيعي، يمنع الربكة ويُشجِّع الاستمرارية والتفاعل الطبيعي مع اللغة.

“يجب معالجة القواعد ضمن سياقات تواصلية ذات معنى، وإنَّ التدريس الصريح لقواعد اللغة، ليس له تأثير يذكر في اكتساب الأشخاص للغة أو فهمهم أو قدراتهم الكتابية.” —المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية.

دعم نظري وبحثي

تقول نظرية كراشين للتعلّم اللّغوي (Second Language Acquisition) إنَّ المتعلِّم يحتاج لمدخلات مفهومة (Comprehensible Input) قبل أن يكون مستعداً لفهم القواعد صراحة، فالقواعد المبكِّرة قد ترفع ما يسمَّى “المرشح الانفعالي – Affective Filter” فتُضعف الثقة والراحة في التعلم.

أُجريت دراسة (Deductive vs Inductive Grammar Teaching) “التدريس النحوي الاستنتاجي مقابل الاستقرائي” عام 2022 في سياقات اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية وجدت أنَّ المنهج الاستقرائي (أي التأخر في تقديم القوانين النحوية إلى أن يكون المتعلم شاهد نماذج كافية) أفضى إلى نتائج أفضل في القدرة على الاستخدام الحقيقي للغة بالمقارنة مع التركيز المبكر على شرح القاعدة، ثم التطبيق فقط.

الآثار السلبية لتعليم القواعد مبكراً

  • يصبح الطالب مركزاً على صوابية الشكل بدلاً من المعنى، فتُصبح اللغة امتحاناً نحوياً وليس جسوراً للتواصل.
  • الضغط النفسي والإحباط؛ إذ ينافس التفكير النحوي القدرة الطبيعية على التعبير في اللحظة، وقد يؤدي ذلك إلى تلعثم أو تجنب التحدث.
  • تقييد الإنتاج اللغوي؛ قد يُتقن الطالب كتابة القواعد أو التمرينات، لكنه يعجز في المحادثة الحقيقية؛ لأنَّها تحتاج إلى سرعة تلقائية وفهم ضمني للقضايا النحوية دون التفكير فيها.

لماذا القواعد ليست البداية؛ بل التفسير لاحقاً

بعد أن يستخدم المتعلم اللغة لوقت كافٍ في جمل، وحوارات، ومواقف، سينشأ لديه شعور ضمني بكيفية تكوين الجمل الصحيحة، فالقاعدة تصبح تفسيراً لما كان يفعله بالفعل دون أن يدرك الاسم أو التصنيف.

تأجيل القاعدة حتى مرحلة يكون فيها المتعلِّم قد تراكم عنده مدخول لغوي كافٍ يُسهِّل الفهم، يجعل القاعدة واضحة أكثر، ومفيدة، ومفهومة ضمن سياقاتها، لا مجرد قاعدة جامدة.

تعمل القاعدة حينها بوصفها أداة تنقيح وليست عبئاً افتتاحياً، فالمتعلم يكتشفها بنفسه، مما يزيد الدافعية والثقة، ويحوِّل القاعدة من رمز نظري إلى مضمون تطبيقي.

ختاماً

إذا أردنا لطلابنا الأجانب أن يتقنوا العربية، فعلينا أن ننظر في مدخلنا إلى تعليم العربية بفعالية. فاللغة لا تُكتسب من القواعد؛ بل من الحياة. الجملة قبل الكلمة، والموقف قبل الدرس، والتجربة قبل التفسير. حين نجعل الصف مساحة واقعية نابضة، تتحول العربية من مادة ثقيلة إلى لغة حيَّة تمنح طلابنا الثقة، وتُمكِّن الأطباء والممارسين الصحيين من بناء تواصل إنساني فعال مع مرضاهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى