Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

أشهر قصائد زهير بن أبي سلمى


سوف نستكشف في هذا المقال أشهر قصائد زهير بن أبي سُلمى، ونسلط الضوء على جمالياتها اللغوية والموضوعات التي تناولها، متنقلين بين أبياته الساحرة وتأملاته العميقة في عوالم الحب والمدح والحكمة، وسنعيد اكتشاف أناقة لغته وعمق فكره، ونفهم كيف استطاع أن يصنع عالماً من الجمال والحكمة من خلال قصائده التي تعبر عن مشاعر الإنسان وتجاربه في عالم متغير ومتقلب.

شعر زهير بن أبي سُلمى في الحب:

زهير بن أبي سُلمى هو أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي، وقد تميز بشعره الذي يجمع بين الحكمة والواقعية والصدق، وفي موضوع الحب، له قصائد عديدة تعبر عن مشاعره وتجاربه الشخصية، ومن أشهر قصائد زهير بن أبي سُلمى في الحب:

1. قصيدة “صحا القلب عن سُلمى وقد كاد لا يسلو”:

قصيدة “صحا القلب عن سُلمى وقد كاد لا يسلو” لزهير بن أبي سُلمى هي من الشعر الجاهلي الذي يعبر عن مشاعر الحب والفراق، فيبدأ الشاعر بوصف حالة القلب الذي تعافى من حب سُلمى، وكأنَّه يحاول إقناع نفسه بأنَّه قد تجاوز هذا الحب، لكن الأبيات تكشف عن عمق التعلق وصعوبة النسيان.

يُظهر الشاعر في قصيدته هذه تقلبات القلب ومشاعر الحنين التي تعتريه بعد الفراق، ويصوِّر الصراع الداخلي الذي يعيشه بين الرغبة في النسيان وبين واقع الذكريات التي ما تزال حية في ذهنه.

يُعد زهير بن أبي سُلمى من أعظم شعراء العصر الجاهلي، وقد اشتهر بمُعلَّقته التي كُرِّمت بتعليقها على جدار الكعبة.

للقصيدة خلفية تاريخية واجتماعية، فكان زهير يمدح فيها حصن بن حذيفة بن بدر، سيد ذيبان، ويُعبر عن إعجابه بشخصيته وقوته، وقد بدأ القصيدة بالغزل في سُلمى، وهو أسلوب شائع في الشعر العربي القديم، إذ يبدأ الشاعر قصيدته بالغزل قبل الانتقال إلى الموضوع الأساسي.

2. قصيدة “أمن أم أوفى دمنة لم تكلم”:

من أشهر قصائد زهير بن أبي سُلمى في الغزل هي مُعلَّقته التي تبدأ بالبيت “أمن أم أوفى دمنة لم تكلم”، وتعد من أروع ما كُتب في الشعر الجاهلي، فيبدأ الشاعر القصيدة بالوقوف على الأطلال، وهو يسترجع ذكريات الأماكن التي كان يلتقي فيها بالحبيبة المكناة بأم أوفى، وتشير الدمنة هنا إلى آثار الدار وما اسودَّ منها بالبعر والرماد وغيرهما.

يُظهر الشاعر حنينه وأسفه على فراق الأحبة وتغير الأماكن، ويستخدم الاستفهام في “أمن أم أوفى” للتعبير عن الدهشة والحيرة من تغيُّر الأحوال وزوال الأثر، ويُشير إلى موضعين هما حومانة الدراج والمتثلم، وهما مكانان كانا يُعرفان بتلك الأسماء في زمن الشاعر، ويُعد هذا البيت مثالاً على البلاغة والجزالة في الشعر العربي، فيجمع بين الحكمة والعاطفة والتصوير الفني الدقيق.

تتميز قصائده بالعمق العاطفي والصور الشعرية الجميلة التي تنقل القارئ إلى عالمه الخاص.

شعر زهير بن أبي سُلمى في المدح:

زهير بن أبي سُلمى هو أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي، وقد اشتهر بقصائده في المدح التي تميزت بالحكمة والفصاحة، ومن أبرز شعر زهير بن أبي سُلمى في المدح:

1. قصيدة “أمن أم أوفى دمنة لم تكلم”:

تمدح هذه القصيدة هرم بن سنان والحارث بن عوف، وتعد من المُعلَّقات الشهيرة، فيتحدث زهير بن أبي سُلمى عن المدح بأسلوب يعكس الحكمة والأخلاق الفاضلة، ويُظهر في شعره تقديراً للقيم العربية التقليدية مثل الشجاعة والكرم، ويمدح الأشخاص الذين يُظهرون هذه الصفات.

يُعرف زهير بأنَّه لا يمدح أحداً إلا بما فيه، وهذا يعني أنَّه يُركز على الصفات الحقيقية والمواقف النبيلة للأشخاص الذين يمدحهم، ويُعد شعره مثالاً للبلاغة والفصاحة، ويُشاد به لتجنُّبه الكلام السخيف والتركيز على المعاني العميقة في ألفاظ قليلة.

يُشير المدح في شعر زهير إلى تقديره للأفعال النبيلة والشخصيات القوية التي تُعبر عن القيم العربية الأصيلة، ومن خلال مدحه، يُسلِّط الضوء على الأخلاق العالية ويُعزز السلوكات الإيجابية في المجتمع.

2. قصيدة “إنَّ الخليط أجدَّ البين فانفرقا”:

هي إحدى قصائد الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سُلمى، وهي تُعد من القصائد الهامة في الشعر العربي، فيمدح فيها زهير بن أبي سُلمى هرم بن سنان أيضاً، ويُعبر فيها عن ألم الفراق والحنين إلى الأحبة، ويُظهر مهارته في وصف الطبيعة والحياة البدوية، كما يمدح فيها حرب بن أمية بن الصلت القضاعي، وهو من الشخصيات المعروفة في تاريخ العرب.

3. قصيدة “تراه إذا ما جئته متهللا”:

قصيدة “تراه إذا ما جئته متهللا” هي إحدى القصائد العربية الجاهلية التي تُعبر عن مدح الكرم والجود، فتصف كرم هرم بن سنان وتعبر عن إعجاب الشاعر بسخائه وكرمه وحفاوته بالضيوف، ولقد نظمها الشاعر العربي الكبير زهير بن أبي سُلمى.

يُصوِّر الشاعرُ الكريمَ بأنَّه يُقابل الزائر بترحاب يجعل الزائر يشعر وكأنَّه هو المعطي لا السائل، وتُعد هذه القصيدة من الأمثلة البارزة عن شعر المدح في العصر الجاهلي، وتُظهر القيم العربية الأصيلة المتعلقة بالكرم والجود.

تعكس هذه القصائد الأخلاق العالية والصفات النبيلة التي كان يقدِّرها زهير في الممدوحين، وتظهر مهارته الشعرية في تصوير هذه الصفات بأسلوب مؤثر وجميل.

إقرأ أيضاً: 7 أسرار نحو مهارة التحدث باللغة العربية بطلاقة – الجزء (1)

شعر زهير بن أبي سُلمى في الحكمة:

زهير بن أبي سُلمى هو أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، وقد اشتهر بحكمته وأشعاره التي تحمل كثيراً من الأمثال والعبر، وسنذكر فيما يأتي بعض أشهر قصائد زهير بن أبي سُلمى في الحكمة:

1. أبيات تعبر عن حكمة زهير بن أبي سُلمى:

من أبرز قصائده في الحكمة هي المُعلَّقة التي نظمها على أثر انتهاء حرب البسوس، والتي تحتوي على العديد من الأبيات الحكيمة، إليك بعض الأبيات التي تعبر عن حكمته:

ومَن لم يصانِع في أمورٍ كثيرةٍ

يضرس بأنيابٍ ويوطأ بمنسمِ

ومَن يجعلِ المعروفَ من دون عرضِه

يفره ومَن لا يتَّقِ الشتمَ يُشتمِ

ومَن هابَ أسبابَ المنايا ينلنَه

وإنْ يرقَ أسبابَ السماء بسلَّمِ

ومَن يجعلِ المعروفَ في غيرِ أهلِهِ

يكن حمدُه ذماً عليه ويندمِ

ومَن يغترب يحسب عدواً صديقَه

ومَن لم يكرم نفسَه لم يكرمِ

تعكس هذه الأبيات النظرة العميقة لزهير بن أبي سُلمى للحياة والعلاقات الإنسانية، وتظهِر حكمته في التعامل مع مختلف جوانب الحياة.

2. قصيدة “لعمرك ما الإنسان إلا بدينه”:

زهير بن أبي سُلمى، الشاعر الجاهلي المعروف بحكمته، له عدة قصائد تعبر عن فلسفته ونظرته للحياة، ومن بين قصائده الحكيمة، نجد:

لعمرك ما الإنسانُ إلا بدينهِ

فلا تترك التقوى اتكالاً على النسبِ

وإنْ كنتَ في نعمةٍ فارعَها فإنَّما

يزولُ عن النعماءِ نعمة اللهبُ

ومَن يكُ ذا فم مر لا يستطاب له

حديث ولا يؤمن في الدهر من غضب

تعكس هذه الأبيات تأملات زهير في الدين والأخلاق والنعمة، وتظهر حرصه على الحكمة في القول والعمل.

3. قصيدة “ألا كل شيء ما خلا الله باطل”:

هذه إحدى القصائد التي تعبر عن حكمة زهير بن أبي سُلمى، يقول فيها:

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ

وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ

ومن نكدِ الدُّنيا على الحرِّ أن يرى

عدواً له ما من صداقته بائلُ

تعكس هذه الأبيات تأملات زهير في الزوال والخلود، والصداقة والعداوة، والحياة بعد الموت.

4. مُعلَّقة زهير بن أبي سُلمى “أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ”:

أمن أم أوفى دمنة لم تكلم‎

مطلع مُعلَّقة زهير بن أبي سُلمى هو:

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ

بِحَوْمَانَةِ الدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدَارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا

مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ

تصف هذه الأبيات الأطلال والدمن التي تركها الأحبة بعد رحيلهم، وهي تعبر عن الحنين والأسى على ما فات من الزمان والأحبة.

إقرأ أيضاً: الفعل المضارع في اللغة العربية

في الختام:

ندرك أنَّ إرث زهير بن أبي سُلمى في عالم الشعر العربي لا يقتصر فقط على قصائده الرائعة، بل يتعدَّى ذلك إلى تأثيره العميق في ثقافة وأدب العرب، وإنَّ قصائده تعكس الجمال في التعبير والعمق في المعنى، وتترك في نفوس القراء أثراً لا يُمحى.

من خلال قصائده، ندرك جمال الحياة والطبيعة وعمق العواطف الإنسانية، ونعيش تجربة فريدة من التأمل والتفكير؛ إنَّها رحلة مثيرة في عالم الشعر والجمال، تتلاقى فيها اللغة السامية بالفن الرفيع للتعبير.

فلنستمتع بمزيد من أشهر قصائد زهير بن أبي سُلمى ولنستمر في استكشاف عالمه الشعري الذي يبقى حاضراً وملهماً للأجيال القادمة، محملاً بالجمال والحكمة والإلهام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى