Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التدريس والتعلم

الكتابة العروضية في علم العروض


وتغيَّرت الأمور مع ولادة هذا العلم، فأصبح بالإمكان تحليل الشعر تحليلاً دقيقاً وتفصيليَّاً، وهذا سهَّل على الباحثين والمهتمين بالشعر فهمه وتقدير جماليَّاته، ويتميَّز هذا العلم بقواعد خاصَّة في الكتابة، فهناك حروف تُحذَف، وحروف أخرى لا تُكتَب، وأخرى تُعاد كتابتها.

سنقدِّم في هذا المقال القواعد الكاملة للكتابة العروضية، فتابع معنا.

ما هو علم العَروض؟

علم العَروض هو أحد علوم اللغة العربية الأساسية التي وضعها “أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي”، ويُعدُّ ميزان شعر العرب، فعلم العروض هو العلم المختص بمعرفة أوزانِ الشعرِ المختلفة وتغييراتها، ويتناول بالدراسة التفاعيل والبحور والقوافي؛ ليميَّز صحيح الشعر من فاسده، وما يمكن أن يعيبه من علل وزحافات، وهو على وزن (فَعول) وهي كلمة مؤنَّثة نستطيع من خلالها إقامة الأوزان المختلفة، والانتباه إلى الأبيات التي لا يكون وزنُها مستقيماً.

مصطلحات في علم العروض

يحتوي علم العروض على عدَّة مصطلحات تساعد الدارس لهذا العلم، أو الشاعر الذي ينظم الأشعار، ومن أبرز هذه المصطلحات:

1. البحر

تُطلَق هذه التسمية على مجموعة من التفعيلات.

2. البيت

ينقسم الشعر إلى أبيات، ويتألَّف كلُّ بيت من شطرين متوازيين، وتنتهي الأبيات عادة بحرف واحد، ويُطلَق على النصف الأول من البيت اسم “الصدر”، وعلى النصف الثاني اسم “العجز”، وكلاهما يشكِّل مصراعاً.

3. العروض والضروب

تُطلَق تسمية “عرض” على آخر جزء من الصدر- المعروف باسم “التفعيلة الأخيرة”، بينما يُسمَّى آخر جزء من العجز” ضرب”، وكلُّ ما عدا العروض والضرب يُعرَف بـ “حشو”.

4. القافية

هي من آخر حرف ساكن في البيت إلى أوَّل ساكن يليه مع المتحرِّك الذي قبل هذا الساكنِ، وقد تكون القافية كلمة أو بعض كلمة.

5. الرَّويُّ

هو الحرف الأخير من البيت الشعري الذي تُبنى عليه القصيدة، وإليه تنسب، فيقال: مثلاً: “لاميَّة السموأل”؛ أي رويُّها حرف اللام، وقصيدةٌ عينيَّةٌ؛ أي رويُّها حرف العين.

شاهد بالفديو: حقائق ومعلومات قد لا تعرفونها عن اللغة العربية

 

طريقة الكتابة العروضية

الكتابة العروضية – المعروفة أيضاً بـ “الكتابة الصوتيَّة” – هي نوعٌ خاص من الكتابة يتمحور حول علم العروض في اللغة، وتعبِّر عن الكلمات المنطوقة بدلاً من النصِّ المكتوب، وتختلف قواعد الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية التقليدية، فهي تستند إلى قاعدة أساسية تقول إنَّ كل ما يُنطَق ويُلفَظ يجب أن يُكتَب، بينما لا يُكتَب كلُّ ما لا يُنطَق ويُلفَظ، وتعتمد هذه الكتابة على اختيار التفعيلات المناسبة لكلِّ ما يُنطَق في البيت الشعري، وهذا يسهم في إبراز الجمال الصوتي للقصيدة وتأثيرها الفني.

يجب مراعاة بعض القواعد العامَّة في الكتابةِ العروضيّة، وهي:

القاعدة الأولى: كتابة ما يُلفَظ من حروف، وحذف ما لا يُلفَظ

يُعدُّ “النطق” أوَّل قاعدة في التقطيع العروضي للبيت الشعري؛ ويعني أنَّ ما يُلفَظ يُثبَت ويُكتَب، وما لا يُلفَظ لا يُثبَت ولا يُكتَب.

الكلمة

الله

هذا

الرحمن

زولُوا

لكن

الكتابة العروضية

اللاه

هاذا

الرحمان

زولو

لاكن

القاعدة الثانية: يُكتَب التنوين نوناً ساكنة

يُكتَب التنوين بأشكاله المختلفة (الرفع، الجر، النصب) والذي يأتي في آخر الأسماء، نوناً ساكنة، مثل: 

الكلمة

كتابٌ

قلمٌ

حبيباً

عشقٍ

أياماً

الكتابة العروضية

كتابنْ

قلمنْ

حبيبنْ

عشقنْ

أيامنْ

القاعدة الثالثة: (ال) التعريف الشمسيَّة

تُحذَف “اللام” من (ال) التعريف الشمسيَّة، وتبقى همزة الوصل إذا جاءت في بداية الكلام، مثل: “الشَّمس” تصبح “أشْشَمس”، أمَّا إذا جاءت متَّصلة بما قبلها فتُحذَف كاملة، مثل: “أشرقت الشَّمس” تصبح “أشرقتشْ شَمس”.

القاعدة الرابعة: (ال) التعريف القمريَّة

تبقى (ال) التعريف القمرية كاملة إذا جاءت في أوَّل الكلام، مثل “الورد” تبقى “الورد”، وتُسقَط همزة الوصل وتبقى (اللام) إذا جاءت متَّصلة بما قبلها، مثل “والورد” تصبح “ولورد”.

القاعدة الخامسة: فكُّ التضعيف

يُفَكُّ التضعيف في الكتابة العروضية إلى حرفين الأوَّل ساكن والثاني متحرِّك، مثل:

الكلمة

الشَّمس

الدَّهر

الشُّرب

الثَّوب

الصَّبر

الكتابة العروضية

أشْشَمس

أدْدَهر

اشْشُرب

اثْثَوب

اصْصَبر

القاعدة السادسة: المدَّة تُكتَب حرفين

يُفَكُّ حرف المدِّ في الكتابة العروضية إلى حرفين، الأوَّل حرف متحرِّك، والثاني حرف ساكن، مثل:

الكلمة

آمين

المآب

الكتابة العروضية

أاْمين

مأَاْب

القاعدة السابعة: إشباع (هاء) الضمير

تُشبَع حركة (هاء) الضمير بحرف من نوعها إذا لم يأتِ بعدها حرف ساكن، وكان ما قبلها متحرِّكاً، كما في البيت الشعري الآتي:

(وصارَ اللَّيلُ مُشتَماً علينا كأنَّ اللَّيل ليس لَهُ نَهارُ) تُكتَب في الكتابة العروضية “لهو”.

القاعدة الثامنة: إشباع حرف الروي

حرف الروي هو الحرف الذي ينتهي به كل بيت شعري، وفي الكتابة العروضية يُشبَع حرف الروي المتحرِّك في نهاية كل شطر بحرف ساكن من جنس حركته، فإذا كانت حركة الروي ضمَّة كتبت واواً، وإذا كانت كسرة كتبت ياءً، مثل:

البيت الشعري

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ

فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

الكتابة العروضية

 عرضهُو

جميلو

القاعدة التاسعة: إشباع (ميم الجمع) المتحرِّكة

تُشبَع حركة (ميم الجمع) بما يناسبها في الكتابة العروضية إذا جاءت متحرِّكة، ويُشترَط لإشباعها أن يأتي بعدها حرف متحرِّك بضمَّة أو فتحة أو كسرة، ولا يأتي بعدها حرف ساكن، مثل:

الكلمة

أنتمُ

لهمُ

كتابهُمُ

لهمُ الدَّار

لهمُ دَارٌ

الكتابة العروضية

  أنتمو

لهمُو

كتابهمُو

تبقى ميم الجمع في (لهم) نفسها؛ لأنَّه جاء بعدها (ا) حرف ساكن

تكتب ( لهمو دارنْ) لأنَّه جاء حرف متحرِّك بعد ميم الجمع

القاعدة العاشرة: حذف (ال التعريف) إذا سُبقَت بحرف شمسي

تُحذَف (ال التعريف) في الكتابة العروضية إذا سُبقََت بحرف شمسي؛ لأنَّها تُدغَم بالحرف الذي بعدها، ويُعدُّ حرفاً مُضعَّفاً، مثل (والرِّيح) تصبح (ورريح).

القاعدة الحادية عشرة: إعادة كتابة الحروف المحذوفة

يوجد كثير من الكلمات التي تُلفَظ فيها حروف غير موجودة في الكتابة، وتُكتَب في الكتابة العروضية هذه الحروف مثل كلمات (لكن) تصبح (لاكن)، و(ذلك) تصبح (ذالك).

القاعدة الثانية عشرة: حذف بعض الحروف التي لا تُلفَظ

يُحذَف كل حرف يكتب ولا يُلفَظ، مثل: 

1. حذف الألف الفارقة بعد واو الجماعة

(كتبوا) تُكتَب (كتبو)، و(درسوا) تصبح (درسو).

2. حذف حروف المد

تُحذَف حروف المد (الواو، الياء، الألف) إذا جاءت في آخر الكلمة، وكانت ساكنة وبعدها حرف ساكن، مثل (أرى الورد) تكتب (أرلورد).

3. همزة الوصل

تُحذَف همزة الوصل إذا لم تأتِ في بداية الكلام مثل (واستخدم) تُكتَب (وسْتَخدم).

4. حذف الواو الزائدة

في آخر (عَمْرو) تُكتَب (عَمْر) وفي الاسم المفتوح العين، وفي الكلمات (أولئك، أولو، أولات).

القاعدة الثالثة عشرة: طريقة الكتابة

لتسهيل عملية الكتابة العروضية نكتب الكلمات كما نلفظها ومن ثم نضع إشارة ( / ) تحت كل حرف متحرك وإشارة ( 0 ) تحت كل حرف ساكن.

أمثلة عن الكتابة العروضية

البيت الشعري

يُؤرِّقُني التَّذكُرُ حينَ أمسي فأُصبِحُ قدْ بُليتُ بفرْطِ نُكسي

الكتابة العروضية

يُؤرِّقُني التْ   تذكّرُحي  نَ أمسي  فأُصبِحُ قدْ بُليتُ بفرْ طِ نُكسي

الرموز

   //0///0

  //0///0

//0/0

  //0///0

  //0///0

//0/0

 البحر الوافر

   مفاعلتن  

مفاعلتن

فعولن

مفاعلتن

مفاعلتن

فعولن

 

البيت الشعري

إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل   خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ

 

الكتابة العروضية

إذا ما خَلَوْتُ دْدَهْرَ يَومَنْ فلا تَقُلْ  خَلَوتُ ولاكنْ قلْ عَلَيْيَ رَقيبُو

الرموز

//0/0

//0/0/0

//0/0

//0/0/0

//0/0

   //0/0/0

//0/0

   //0/0/0

البحر الطويل

فعولن

مفاعيلن

فعولن

مفاعيلن

فعولن

مفاعيلن

فعولن

مفاعيلن

 

البيت الشعري

فتى تهرب الأموال من جود كفه   كما يهرب الشيطان من ليلة القدر

الكتابة العروضية

فَتَنْ تَهْرُبُ الأمْوالُ مَنْ جَودِ كَفَفْهي  كما يَهْرُبُ شْشَيْطان مٍنْ لَيْلَتِ لْقَدْدري   

الرموز

//0/0

//0/0/0

//0/0

//0/0/0

//0/0

   //0/0/0

//0/0

   //0/0/0

البحر الطويل

فعولن

مفاعيلن

فعولن

مفاعيلن

فعولن

مفاعيلن

فعولن

مفاعيلن

في الختام

علم العروض هو علم موسيقى الشعر وميزانها، وهو فنٌّ يعكس جمال الكلمات، ويُمكن للشعراء من خلال تطبيق قواعده في الكتابة العروضية إبرازُ مهاراتهم وإبداعهم إبرازاً مميَّزاً؛ لذا تُعدُّ الكتابة العروضية وسيلةً هامَّة للحفاظ على تراث الشعر العربي وتناغمه الصوتي، وهي تجسِّد تراثاً حضارياً يستحقُّ التقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى