التدريس والتعلم

من هو محمد مهدي الجواهري؟ نسبه وحياته وشعره


منذ صغره أظهر الجواهري ذكاءً استثنائياً وموهبةً شعريةً فذَّة، فمُنذ نعومة أظافره، نظمَ الشعرَ، وشاركَ في ثورة العشرين ضدَّ الاحتلال البريطاني، مُعلِناً رفضَهُ للظلمِ والدعوةَ للتحرُّرِ والاستقلال.

خلال مسيرتهِ الحافلةِ واجهَ الجواهري عدة تحدياتِ ومُضايقاتِ بسببِ مواقفهِ المُناصرةِ للحريةِ والعدالةِ، وهذا جعلهُ يُغادرُ العراقَ مُنفى لسنواتٍ طويلة، لكنَّ ذلك لم يُثنِهِ عن مواصلةِ نضالهِ الأدبيِّ، فظلَّ قلمُهُ سيفاً مُسلَّطاً ضدَّ الظالمين، وصوتَهُ مُدوياً في مُختلفِ القضايا العربيةِ والعالميةِ.

تُعدُّ قصائدُ الجواهري منارةً أدبيةً خالدةً، تميَّزتْ بجزالةِ الألفاظِ وقوَّةِ المعنى، وعبَّرتْ عن مختلفِ المشاعرِ الإنسانيةِ من حبٍّ ووفاءٍ ووطنيةٍ وكرامةٍ.

سنغوصُ في هذا المقال في رحلةٍ عبرَ سيرةِ هذا الشاعرِ العظيمِ، ونُسلِّطُ الضوءَ على إبداعهِ الأدبيِّ ومواقفهِ الوطنيةِ، ونُحلِّلُ تأثيرَهُ في الأدبِ العربيِّ الحديثِ.

نبذة عن محمد مهدي الجواهري:

محمد مهدي الجواهري (1899-1997) شاعر عراقي عظيم، يُلقب بـ “شاعر العرب الأكبر” و”صاحب اللسان العربي”، تميز شعره بالقوة والبلاغة، وغزارة المعنى، وارتبط بالعديد من القضايا العربية، وخاصةً القضية الفلسطينية.

1. نشأته:

ولد الجواهري في النجف، العراق، لعائلة عريقة في العلم والأدب، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ونبغ في اللغة العربية والشعر، وتأثر بأعلام الشعر العربي، مثل المتنبي وأبو العلاء المعري.

بدأ الجواهري نظم الشعر في سن مبكرة، ونشر قصائده في الصحف والمجلات العربية، واشتهر بشعره الوطني والقومي، ودافع عن حرية العرب ووحدتهم، كما نظم قصائد في العديد من المناسبات والأحداث، وكتب رثاءً لعدد من الشخصيات العربية.

2. من أشهر قصائده:

3. جوائزه وتكريمه:

حصل الجواهري على عدة جوائز وتكريمات، منها:

  • جائزة الدولة التقديرية في الآداب من العراق (1971).
  • جائزة ابن خلدون من تونس (1985).
  • جائزة سلطان العويس الثقافية (1990).

4. وفاته:

توفي الجواهري في دمشق، سوريا، عام 1997، عن عمر يناهز 98 عاماً، ودُفِنَ في بغداد، العراق.

5. إرثه:

يُعد الجواهري أحد أهم شعراء العربية في العصر الحديث، فترك إرثاً غنياً من الشعر، يُدرَّس في المدارس والجامعات العربية.

حياة محمد مهدي الجواهري:

عاش محمد مهدي الجواهري حياة حافلة بالأحداث والتغييرات، فقد ولد في النجف، العراق، عام 1899، ونشأ في عائلة عريقة في العلم والأدب، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ونبغ في اللغة العربية والشعر، وتأثر بأعلام الشعر العربي، مثل المتنبي وأبو العلاء المعري.

واجه الجواهري العديد من التحديات في حياته، فقد نُفي من العراق عدة مرات بسبب مواقفه السياسية، كما تعرض للسجن والاعتقال من قبل السلطات العراقية.

1. إنجازات الجواهري:

  • أصدر 18 ديواناً شعرياً.
  • ترجم العديد من الأعمال الأدبية من الفرنسية إلى العربية.
  • أسس مجلة “الأديب” في بغداد.
  • شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية العربية.

2. تأثير الجواهري:

يُعد الجواهري أحد أهم شعراء العربية في العصر الحديث، فترك إرثاً غنياً من الشعر، يُدرَّس في المدارس والجامعات العربية، كما أثر في العديد من الشعراء العرب المعاصرين.

شاهد بالفديو: أشهر الكتاب والأدباء العرب ومؤلفاتهم

 

شعر محمد مهدي الجواهري:

1. قصيدة “مِنْ مَوْطِنِ الثَّلْجِ زَحَّافاً إلى عَدَنِ”:

مِنْ مَوْطِنِ الثَّلْجِ زَحَّافاً إلى عَدَنِ

خَبَّتْ بِيَ الرِّيحُ في مُهْرٍ بِلا رَسَنِ

كَأْسِي عَلَى صَهْوَةٍ مِنْهُ يُصَفِّقُها

مَا قَيَّضَ الله لِي مِنْ خَلْقِهِ الحَسَنِ

مِنْ مَوْطِنِ الثَّلْجِ مِنْ خُضْرِ العُيُونِ بِهِ

لِمَوْطِنِ السُّمْرِ مِنْ سَمْرَاءِ ذي يَزَنِ

مِنْ كُلِّ مُلْتَفَّةِ الكَشْحَيْنِ نَاعِمَةٍ

مَيَّادَةٍ مِثْلِ غُصْنِ البَانَةِ الَلدِنِ

يَا لَلتَّصَابِي.. أَلاَ يَنْفَكُّ يَجْذِبُني

عَلَى الثَّمانِينَ جَذْبَ النُّوقِ بِالعَطَنِ

قَالْوا: أَمَا تَنْتَشِي إلا عَلَى خَطَرٍ

فَقُلتُ: ذَلِكَ مِنْ لَهْوي، ومِنْ دَدَنِي

سُبْحَانَ مَنْ ألَّفَ الضِّدَّيْنِ فِي خَلَدي

فَرْطَ الشجَاعَةِ فِي فَرْطٍ مِنَ الجُبُنِ

لا أتَّقي خَزَراتِ “الذِّئْبِ” تَرْصُدُني

وأتَّقِي نَظَراتِ “الأَدْعَجِ” الشَّدِنِ

خَبَّتْ بِي الرِّيحُ .. فِي إيمَاضِ بَارِقَة

تُلْغِي مَسَافَةَ بَيْنَ العَيْنِ والأُذُنِ

لَمْ أدْرِهَا زَمَناً تُطْوَى مَرَاحِلُهُ

أمْ أنَّها عَثَرَاتُ العُمْرِ بِالزَّمَنِ

2. قصيدة “في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ”:

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ

أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ

قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها

رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد

أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ

ماذا يخبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد

طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم

وما تزالُ على ما كانتِ العُقَد

ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لبَد

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِبا قُصفَتْ

ولا العجوزُ على الكفينِ تَعتمِد

وليتَ أنَّ النسورَ استُنزفَتْ نَصفاً

أعمارُهنَّ ولم يُخصصْ بها أحد

حُييَّتِ (أُمَّ فُراتٍ) إنَّ والدة

بمثلِ ما انجبَتْ تُكنى بما تَلِد

تحيَّةً لم أجِدْ من بثِّ لاعِجِها

بُدَّاً، وإنْ قامَ سدَّاً بيننا اللَحد

بالرُوح رُدِّي عليها إنَّها صِلةٌ

بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَسد

عزَّتْ دموعيَ لو لمْ تَبعثي شَجَناً

رَجعت مِنه لحرِّ الدمع أبترِد

خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي

وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد

بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني

ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد

خصائص شعر محمد مهدي الجواهري:

تميز شعر الجواهري بعدة خصائص جعلته من أهم شعراء العربية في العصر الحديث، ونذكر من أهمها:

1. التنوع في الموضوعات:

تنوعت موضوعات شعر الجواهري بين الوطنية والإنسانية والعاطفية والاجتماعية، فكان شاعراً للمناسبات، وقام برثاء العديد من الشخصيات العربية، كما نظم قصائد في الحب والغزل والوصف.

2. غزارة العلم والثقافة:

تميز الجواهري بسعة اطلاعه على التراث العربي والإسلامي، وكان شاعراً مفكراً يطرح أفكاره بوضوح وجرأة.

3. بلاغة اللغة وقوة التعبير:

تميز أسلوب الجواهري بالقوة والجزالة، وكان بارعاً في استخدام الصور البلاغية والتشبيهات والاستعارات.

4. التزام عمود الشعر التقليدي:

تمسك الجواهري بعمود الشعر التقليدي، وبرع في نظم القصائد العمودية مع الالتزام ببحور الشعر العربي وقواعده.

5. وضوح المعنى وسلاسة الأسلوب:

تميز شعر الجواهري بوضوح المعنى وسلاسة الأسلوب، وهذا جعله سهل الفهم على جميع فئات المجتمع.

6. قوة التأثير:

تميز شعر الجواهري بقوة التأثير في القارئ، وكان له دور كبير في التعبير عن مشاعر الأمة العربية في مختلف القضايا.

7. الابتكار والإبداع:

تميز الجواهري بقدرته على الابتكار والإبداع، وكان له أسلوبه الخاص في كتابة الشعر.

8. ريادة شعر المناسبات:

لقب الجواهري بشاعر العرب الأكبر، ورائد شعر المناسبات، فتميز بكتابة القصائد في مختلف المناسبات الوطنية والقومية.

9. التجديد في اللغة الشعرية:

ساهم الجواهري في تجديد اللغة الشعرية العربية، واستخدام ألفاظ جديدة لم تكن مستخدَمة في الشعر العربي.

10. الالتزام بالقضايا العربية:

كان الجواهري شاعراً ملتزماً بقضايا الأمة العربية، وعبَّر عن ذلك في العديد من قصائده.

يعد محمد مهدي الجواهري من أهم شعراء العربية في العصر الحديث، وله مكانة عظيمة في تاريخ الشعر العربي.

قصة وفاة محمد مهدي الجواهري:

في 27 يوليو 1997، رحل عن عالمنا شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري عن عمر يناهز 98 عاماً، بعد صراع مع المرض في أحد مستشفيات دمشق.

عاش الجواهري حياةً حافلةً بالشعر والأدب والسياسة، ناضل فيها من أجل الحرية والكرامة العربية، ودافع عن قضايا أمته بكل ما أوتي من قوةٍ وبيان.

في عام 1996، أصيب الجواهري بمرضٍ في القلب، أجبره على ملازمة الفراش، وازدادت حالته الصحية سوءاً مع مرور الوقت، وقبل وفاته، أوصى الجواهري بدفنه في دمشق، إلى جانب زوجته “أمونة”.

في فجر يوم 27 يوليو 1997، فارق الجواهري الحياة تاركاً خلفه إرثاً شعرياً عظيماً، وخلَّف فراغاً كبيراً في ساحة الشعر العربي.

شُيِّع الجواهري في موكبٍ جنائزي مهيب، حضره كبار الشخصيات السياسية والثقافية من مختلف الدول العربية، ودُفن الجواهري في مقبرة الغرباء في دمشق، إلى جانب زوجته “أمونة”.

ترك الجواهري وراءه إرثاً شعرياً عظيماً، ضمَّ آلاف القصائد التي تناولت مختلف القضايا العربية والإنسانية، وكان للجواهري تأثيرٌ عميقٌ في الحركة الشعرية العربية، فألهم العديد من الشعراء من بعده.

سيظلُّ اسم محمد مهدي الجواهري خالداً في ذاكرة الشعر العربي، بصفته أحد أهم شعراء العربية في العصر الحديث.

في الختام:

إنَّ الجواهري كان شاعراً فريداً من نوعه، وتميز بأسلوبه الخاص وترك بصمة واضحة في تاريخ الشعر العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى