التدريس والتعلم

أجمل ما قيل في العلم والعلماء


لم يكن العلم في الشعر العربي مجرّد معرفة؛ بل تجسّد كرمز للسموّ الفكري ووسيلة لتحقيق العدل والنهوض بالأمم. عبر قصائدهم، صوّر الشعراء العلم كأداة للتحرر من قيود الجهل، ووسيلة لنيل الحكمة والفهم العميق للعالم.

في هذا المقال، سنلقي نظرة على مجموعة مختارة من أجمل الأبيات الشعرية التي تحتفي بالعلم، وتلهم القلوب لطلب المعرفة والسعي نحو التميز.

أبيات شعر مختارة عن فضل العلم

1. الإمام الشافعي يقول في بيان أهمية طلب العلم

تعلّم فليس المرء يولد عالماً
وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ
وإن كبير القومِ لا علمَ عنده
صغيرٌ إذا التفت عليه المحافلُ.

2. ابن الوردي في الحث على العلم والابتعاد عن الجهل

اطلب العلم ولا تكسل فما
أبعدَ الخير على أهل الكسل
واهجر النوم وحصّله فمن
يعرف المطلوب يحقر ما بذل.

3. سليمان بن سمحان – يصف فضل العلم في تحقيق المكانة الرفيعة

والعلم يرفع بيتاً كان منخفضاً
والجهل يحفظه لو كان ما كانا
وأرفع الناس أهل العلم منزلة
وأوضع الناس من قد كان حيرانا
لا يهتدي لطريق الحق من عمه
بل كان بالجهل ممن نال خسرانا.

4. علي بن أبي طالب – يصف فضل العلم في إعطاء قيمة لصاحبه ومكانة رفيعة

كفى بالعلم شرفاً أن يدّعيه من لا يُحسنه، ويفرح به إذا نُسب إليه
وكفى بالجهل ضعة أن يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نُسب إليه.

5. الإمام الشافعي – يصف فضل العلم في سعادة صاحبه

رأيت العِلم صاحِبه كريم ولو ولدته آباء لِئام
ليس يزال يرفعه إلى أن يُعظّمَ أمره القوم الكِرام
فلولا العلم ما سَعِدَت رجال ولا عُرِفَ الحلال ولا الحرام.

6. الإمام الشافعي

العلم من فضله لمن خدمه أن يجعل الناس كلهم خدمه
فواجب صَونه عليه كما يصون في الناس عِرضَه ودمه
فمن حوى العِلم ثم أودعه بجهله غير أهله ظلمه.

7. ابن السيد البطليوسي

أخو العلم حيٌّ خالد بعد موته وأوصاله تحت التراب رميمُ
وذو الجهل ميتٌ وهو ماشٍ على الثرى يُظنُّ من الأحياء وهو عديمُ.

أبيات شعر في العلم والاخلاق

1. علي بن أبي طالب

ليس الجمال بأثواب تزيننا إنَّ الجمال جمال العقل والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده إنَّ اليتيم يتيمُ العِلم والأدب.

وأيضاً

إنَّ المَكارم أخلاق مطهرة فالدّين أولها والعقل ثانيها
والعِلم ثالثها والحِلم رابعها والجود خامسها والفصل ساديها
والبِرُّ سابعها والصبر ثامنها والشكر تاسعها واللَينُ باقيها
والنفس تعلم أنّي لا أصادِقُها ولست أَرشُدُ إلا حين أعصيها
والعين تعلم من عَينَي محدثها إن كان من حزبها أو من يعاديها
عيناك قد دلَّتا عيناي منك على أشياء لولاهُما ما كُنتَ تُبديها.

2. حافظ ابراهيم

حياكم اللَّه أحيوا العِلمَ والأدَبا إِن تنشروا العِلم يَنشُر فيكم العربا
ولا حياة لكم إلا بجامعة تكون أمّاً لطلّاب العُلا وأَبا
تَبني الرجال وتَبني كلَّ شاهقة من المعالي وتَبني العز والغَلَبا.

3. أحمد تقي الدين

العلم بعد محاسن الأخلاق هي منه كالإنسان في الأحداق
وغلائل الآداب أجمل حلية تاهت بها نفس على إملاق
العلم للإنسان دون فضائل كالغصن يُرضي العين بالأوراق
إني إلى الآداب نضِوُ مَفاوزٍ ولكم أعاني دونَها وأَلاقي.

شعر في العلم للاطفال

1. محمد بن راشد – أنشودة فرسان العلم

الـعَـلَـمْ لـــي كــان زايــد رافـعـنه هــــوُ أمـانـتـنـا نـعـيـش ونـرفـعـه
بـالـدم لــه نـفـتدي ونــذود عـنـه وفي القلوب وفي المشاعر نزرعه
لـلـوطن مــنه و لـهـذا الـرمـز مـنه فــي يَـد الـقـايد وشـعـبه يـتـبعه
نـحن فـرسان الـعلم أهـل الأعـنه سـامـعـه عــنـا الـجـهات الأربعه
مِـن عـزايمنا الـمعادي خـاب ظـنه فـعـلنا يـشـوفه قـبـل مـا يـسمعه
حــــول رايـتـنـا قــلـوب مـطـمـئنه صــادقـه حـــول الـعـلم مـتـجمعه
مِـــن ذكــرنا بـشر يـاويـله لأنه نـقـطعه شـــره وراسـه نـقـطعه
صـفـنـا واحــد أبَــدْ مـاجـته هـنـه من سـنة سـبعين مـاحد زعـزعه
تــسـمع لـتـاريـخنا حــنه ورنه سـيـرة الـمـجد وسـنـاه ومـطـلعه
والـعَلَم الأرواح فـي الـشده فـدنِّه رمــزنـا الـخـالـد ومجـده نـصـنعه
إرفــعــوه وحــيُّـوا قــلـوب حـمـنِّـه وكـلنا فــي وقــت واحد نـرفـعه.

2. أنشودة العلم والعلماء

العلمُ ضياء المستقبل والعالم صاحبهُ الأول
والعالم يجعلُ دنيانا بالعلمَ سلاما كي نعمل
علماءُ بني قومي عرفوا تحول الأصعب إلى الأسهل
علماءَ لهم عقل بنی بالعلم طريقاً للأفضل
قد رجلوا في الفلك العالي في الأرض لهم عقل يرحل
قد وفّق ربّي علماء قد جعلوا دنيانا أجمل.

شعر عن العلماء

1. عبد الحفيظ القاري

ما قولكم يا صفوة العلماء أنتم شموس العلم عين هداء
أنتم هُداة الخلق إذْ عهم العما أنتم بدور الحق ضد شقاء
أنتم نجوم العدل ورّاث الهدى بالحق عن طه لدی الإنباء
أنتم شافي الداء إن عُدم الدواء، أنتم دواء الجهل في الأحياء
أنتم قذى في عين كل معاندٍ لم يلق نوراً بل حظى بعماء
هذا كلام الله غير لفظه عمداً بكل تَعنُّتٍ ومِراء
فالثاء سينٌ أُبدلت والذال زاي والوقف لا تسأل عن الخلطاء.

2. أبو الحسن الجرجاني

يَهدي إلى العلماء من أنفاسه ما شئت من علم وليس بعالم
ويَشيعُ أسرار القلوب إذا جرى ينثو السرائر عن لسان كاتم.

3. فتيان الشاغوري

أي رُكن وَهى من العلماء أي نجم هوى من العلياء
إنّ رُزءَ الإِسلام بالحافظ العالم أمسى من أعظم الأرزاء
أَقفرت بعده ربوع الأحاديث وأقوت معالم الأنباء
أيّها المُبتَغي له الدهر مِثلاً أَتُرَجّي تعانق العنقاء
كان ناديه كالرياض إذا ماضحك النور عن بُكا الأَنداء
كان حَبراً يَقري مسامعنا من أسود الحبر أبيضَ الآراء
كان بحراً مَن عامَ فيه حَباهُ باللآلي الأنيقة اللآلاء
كان من أعلَمِ الأنام بأسماء رجال الحديث والعلماء
فهي من بَعدُ في المَهارق كالأفعال إِذ عُرِّيَت من الأسماء
كان في دينِه قويّاً قويماً ثابتاً في الضرّاء والسرّاءِ.

4. صالح طه

أعلى المراتب رتبةُ العلماءِ وهمُ النجومُ لمهتد بضياءِ
فمن اقتدى بضيائهم فقد اهتدى لنجاحه في الليلة الليلاءِ
ورثوا علوم الأنبياء فهديُهم نورٌ يضيء على شعاع ذُكاءِ
فهو الصراط المستقيم لديننا وهمُ الملاذُ بشدةٍ ورخاءِ.

5. أحمد فارس الشدياق

يا معشر العلماء أفتوا سائلاً فكلامكم وجه الصواب يُبين
من ذا يعادي اللهَ وهو مذمَّم مستهجَن مستقبَح ملعون
هل خادم السلطان وهو مكرم أم خادم القسّيس وهو مهين.

ماذا قال الرسول عن العلم؟

قال رسول الله ﷺ العديد من الأحاديث التي تحث على طلب العلم وتبيّن فضله وأهميته في حياة المسلم. من أبرز ما قاله الرسول ﷺ عن العلم:

1. حثّهُ على طلب العلم كفريضة

قال ﷺ: “طلب العلم فريضة على كل مسلم” رواه ابن ماجه.

2. رفعة أهل العلم

قال ﷺ: “إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهماً، إنما ورَثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر” رواه الترمذي.

3. فضل طلب العلم وثواب الساعي إليه

قال ﷺ: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة” رواه مسلم.

4. مكانة العالم وأجره عند الله

قال ﷺ: “فضلُ العالِم على العابِد كفضلي على أدناكم” رواه الترمذي.

5. دوام أجر العلم النافع

قال ﷺ: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم).

شعر علي بن أبي طالب في العلم

ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى
أدلاء وقيمة المرء ما قد كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
فقم بعلم ولا تطلب به بدلا فالناس موتى وأهل العلم أحياء
العلم زين فكن للعلم مكتسبا وكن له طالباً ما عشت مقتبسا
 اركنْ إليه وثِقْ واغنَ به وكن حليماً رزين العقل محترسا
 لا تأثمنَّ فإما كنت منهمكا في العلم يوماً وإما كنت منغمسا
 وكن فتى ماسكا محض التقى ورعا للدين منغمسا للعلم مفترسا
فمن تخلّق بالآداب ظلّ بها رئيس قومٍ إذا ما فارق الرُؤَسا
واعلَم هُديتَ العِلم خير صفا أضحى لطالبه من فضله سلسا
لو كان هذا العلم يحصل بالمُنى ما كان يبقى في البَرِية جاهل
اجهِد ولا تكسل ولا تَكُ غافلاً فندامة العقبى لمن يتكاسل
أَلا لن تنال العِلم إلا بِسِتَة سَأُنبيك عن مجموعها ببيان
ذكاء وحرص واصطبار وبلغة وإرشاد أستاذ وطول زمان

رضينا قسمة الجبّار

رَضينا قسمة الجبّارِ فينا لنا عِلمٌ وَللجهّال مال
فإنّ المال يَفنى عن قريب وإنّ العِلم باقٍ لا يزال

شعر الإمام الشافعي عن العلم

العِلم مَغرَسُ كلّ فخرٍ فافتَخر واحذر يفوتُك فخر ذاكَ المَغرَس
واعلَم بأنَّ العِلمَ ليس يَنالُه مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أو مَلبَسِ
إلا أَخو العِلم الذي يُعنى به في حالَتَيهِ عاريا أَو مُكتسي
فاجعل لنفسك منه حظّاً وافراً واهجُر له طيبَ الرقاد وعبسِ
فلعلَّ يوماً حضرت بمجلسٍ كنت الرئيس وفَخر ذاك المجلس
العلم من فضله لِمَن خدمه أَن يجعل الناس كلهم خَدَمَه
فواجب صونه عليه كما يصون في الناس عرضه ودمه
فمن حَوى العلم ثم أودعه بجهله غير أهله ظلَمَه
رَأَيتُ العلم صاحِبُهُ كريم ولو ولدته آباء لِئام
ليس يزال يرفعه إلى أَن يُعظِّم أمره القوم الكرام
ويتَّبِعونه في كل حال كراعي الضأن تَتبعه السَوام
فلولا العِلم ما سعِدَت رجال ولا عُرِفَ الحلال ولا الحرام
سهري لتنقيح العلوم أَلَذُّ لي من وصل غانية وطيبِ عناق
وصررُ أقلامي على صفحاتها أحلى من الدوكاء والعشاق
وأَلَذُّ من نقر الفتاة لدفِّها نقري لأُلقي الرَملَ عن أوراقي
وتَمايُلي طرباً لحل عويصة في الدرس أشهى مِن مُدامَةِ ساق
تَعَلَّم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإنَّ كبير القوم لا عِلْمَ عنده صغير إذا الْتَفَّت عليه الجحافل
وإنَّ صغير القوم إِنْ كان عالِماً كبيرٌ إذا رُدَّتْ إليه المحافل

ماذا قال الشاعر أحمد شوقي في العلم؟

أحمد شوقي من أبرز الشعراء العرب الذين كتبوا عن العلم وفضله، وقد نظم العديد من الأبيات التي تعبر عن أهمية العلم في تطور الفرد والمجتمع فيما يلي بعض الأبيات المشهورة له في العلم:

أبيات “بالعلم ساد الناس”

بالعلم ساد الناس في عصرهم … واخترقوا السبع الطباق الشداد
أيطلب المجد ويبغي العلا … قوم لسوق العلم فيهم كساد؟
ما أصعبَ الفعل لمن رامهُ … وأسهلَ القولَ على من أراد
فرب صغير قوم علموه … سما وحمى المسومة العرابا
وكان لقومه نفعا وفخرا ولو … تركوه كان أذىً وعابا
فعلِّم ما استطعت لعلّ جيلا … سيأتي يُحدث العجب العجابا

أبيات “قم للمعَلِّم وَفِّهِ التبجيلا”

قُم للمُعَلِّم وَفِّهِ التبجيلا كاد المُعَلِّم أن يكون رسولا
أَعَلِمتَ أشرف أو أجلَّ من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولا
سبحانك اللّهُمَّ خيرَ مُعَلِّم علّمتَ بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته وهديته النور المبين سبيلا.

في الختام

الشعر العربي منارةٌ تُلهمُ الأجيال نحو العلم والمعرفة، فهو يُجسّد في أبياته مكانةَ العلم ورفعة العلماء، ويخلّد قيمهم ودورهم في إضاءة دروب الحياة، هذه الأبيات توضح حب الشعراء للعلم وإدراكهم لأهميته، محفّزين القاريء نحو التمسُّك به، والاستزادة منه كوسيلة لتحقيق النجاح والرقي.

وبهذا يبقى الشعر العربي شاهداً حياً على عظمة العلم وفضله، ومحفّزاً دائماً لنا للسير في طريقِ المعرفة نحو مستقبلٍ أزهى وأفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى